============================================================
المرصد الرابع - في إثبات العلوم الضرورية فرق بينهما فيما يعود إلى الجزم) وطمأنينة العقل مع ان العاديات لا اعتماد عليها، فكذا البديهيات (فمنها) أى من العاديات المجزوم بها (أن هذا الشيخ) الذي رأيناه الآن على هيئة الشيخوخة (لم يتولد دفعة) على هذه الهيية (بلا أب وأم بل) تولد منهما ملتبسا (بالتدريج، فكان وليدا ثم طفلا ثم مترعرعا) من ترعرع الصبي أي تحرك ونشا (إلى أن شاخ) بعد الشباب والكهولة (ومنها أن أواني البيت لم تنقلب بعد خروجي عنه أناسا فضلاء محققين في العلوم الإلهية والهندسية، ولا أحجاره) أي ولم تنقلب احجار البيت (جواهر) نفيسة (و) لا ماء (البحر) الذى رأيناه من قبل (دهنا وعسلا و) إن (ليس تحت رجلي) الآن (ياقوتة من الف من ومنها أن المجيب عن خطابى بما يطابقه حي فاهم) لما خوطب به (عالم) بما يطابقه من الجواب قوله: (لا فرق بينهما إلخ) يرد عليه أنه: إن أريد به عدم الفرق في اصل الجزم، وعدم احتمال النقيض فمسلم، لكن لا يستلزم ذلك التساوي بينهما في عدم الاعتماد، وإن أريد به عدمه في مرتبة الجزم وخصوصيته فممنوع، قرإن الأوليات لا يمكن نقيضها إمكانا ذاتيا بخلاف العاديات قوله: (إن هذا الشيخ الخ) المحكوم عليه في هذه القضية وإن كان من الحسيات لكن الحكم ليس منها، إذ لم يستند ذلك إلى الحس، وكذا في قوله: أن ابني هذا ليس بجبريل، فما قيل: المناسب إسقاط لفظ هذا حتى لا يكون من الحسيات، إذ هم قائلون بها، وكون القضية منها يقتضي القدح فيها أيضا ليس بشيء: قوله: (فكان وليدا) اي مولودا ثم طفلا، الأسنان أربعة سن النمو، ويسمى سن الحداثة، وهو إلى قريب من ثلاثين سنة، ثم سن الوقوف وهو سن الشباب، وهر إلى تحو من خمس وثلاثين سنة، أو أربعين، ثم من الانحطاط مع بقاء القوة وهو سن الكهولة، وهو إلى نحو من ستين سنة، ثم سن الانحطاط مع ظهور ضعف في القوة سن الشيخوخة إلى آخر العمر، وسن الحداثة ينقسم إلى سن الطفولة وهو أن يكون المولود غير مستعد الأعضاء للحركة والتهوض، ثم سن الصيا وهو بعد النهوض وقبل الشدة، وهو أن يكون الأسنان قد استوفت السقوط والثبات، ثم سن الترعرع وهو بعد الشدة وتبات الأسنان قبل المراهقة، ثم سن الغلامية والرهاق إلى أن يبقل وجهه، ثم سن الفتى إلى أن يقف النمو.
قوله: (أي تحرك وتشا) مدته في الأغلب إلى ثمانية وعشرين، وقيل إلى خمسة وثلاثين بدليل زيادة الجمال والقوة، وعود الطواحين الساقطة بعد العشرين، وأما مدة الكهولة وهي الشي يكون النقصان فيها خفيا، فهى من خمسة وثلاثين وقيل: من أربعين إلى ستين، ومدة الشيخوخة وهي الشي يكون النقصان فيها ظاهرا من آخر الكهولة إلى ما يشاء الله تعالى، وتفصيله موكول إلى موضعه.
Shafi 178