Sharh al-Manzumah al-Bayquniyah - Abdul Karim al-Khudair
شرح المنظومة البيقونية - عبد الكريم الخضير
Nau'ikan
بديونه، هذه حقيقة شرعية، لكن الحقيقة التي ينبغي أن نتنبه لها ما أشار إليه النبي ﵊ بقوله: «أتدرون من المفلس؟» وكلها حقائق شرعية، لكن تلك أهم، كما أن الغبن في أمور الدنيا أن يشتري الإنسان سلعة يُزاد في ثمنها عليه، أو يبع سلعة يُنقص من ثمنها بالنسبة لما تستحقه، هذا غبن عند أهل العلم، لا سيما إذا كان كثيرًا، لكن الغبن الذي ينبغي أن يتفطن له طالب العلم ما جاء في سورة التغابن: ﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾ [(٩) سورة التغابن]، وتعريف الجزأين معروف أنه يدل على الحصر عند أهل العلم، ذلك يوم التغابن الحقيقي، أما الدنيا كلها لا شيء بالنسبة لغبن الآخرة، فلنتنبه لهذا.
وأصول هذا العلم وجدت منذ القدم، فالكلام على الرجال حصل منه ﵊، والتحري والتثبت والاحتياط للسنة، حصل من كبار صحابته ﵊، وحذر ﵊ من أن يكذب عليه فقال: «من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» وجاء ما هو في الاحتياط أشد: «من حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبِين» أو الكاذِبَين، فعلى الإنسان أن يحتاط، وإذا كان الكذب على النبي ﵊ كبيرة، وموبقة من الموبقات فالكذب في أحاديث الناس العادي تهمة بالكذب على النبي ﵊، كما سيأتي في حديث المتهم.
1 / 3