Sharh al-Jami' al-Sahih
شرح الجامع الصحيح
Nau'ikan
قوله: «من خشية الله»: أي: من خوفه تعالى، وقد مدح الله أهل خشيته في غير موضع من كتابه منها قوله عز من قائل: {إنما يخشى الله من عباده العلمآء}[فاطر: 28]، {يخافون ربهم من فوقهم}[النحل: 50]، {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة}[الأعراف: 205]، {ويدعوننا رغبا ورهبا}[الأنبياء: 90]، {وإياي فارهبون}[البقرة: 40].
قوله: «دعته امرأة ذات حسن وجمال»: وعند البخاري: "طلبته ذات منصب وجمال"، وزاد ابن المبارك: "إلى نفسها، وجاء فعرضت نفسها عليه"، والظاهر أنها دعته إلى الفاحشة.
قوله: «فقال: إني أخاف الله»: أي: فلا أعصيه، وقوله: رب العالمين، إشارة إلى أنه مالكها أيضا فيجب عليها أن تخافه كما خافه هو، فهو على حد قول صاحب يس لقومه: {وما لي لآ أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون}[يس: 22]، والظاهر أنه يقول ذلك بلسانه، إما ليزجرها عن الفاحشة، أو ليعتذر إليها، والأول أظهر، قيل: ويحتمل أن يقوله بقلبه، وهو خلاف الظاهر.
قوله: «تصدق بصدقة»: نكرها ليشمل كل ما يتصدق به من قليل وكثير، وظاهره أيضا يشمل المندوبة والمفروضة، لكن نقل النووي عن العلماء أن إظهار المفروضة أولى من إخفائها.
قوله: «فأخفاها حتى لا تعلم شماله ... الخ»: مبالغة في شدة الإخفاء، فهو على حد قوله تعالى: {وإن تخفوها وتوتوها الفقرآء فهو خير لكم}[البقرة: 271]، قال بعضهم: خص ضرب المثل باليمين والشمال لقرب ما بينهما ولاشتراكهما في العمل، وفي قوله: ما أنفقت يمينه إشارة إلى أن السنة الإنفاق باليمين وبها المناولة والتناول.
Shafi 96