Sharh al-Jami' al-Sahih
شرح الجامع الصحيح
Nau'ikan
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا <1/124> ... ما جاء في الإيمان بالقدر
قوله: «لن تجد»: أي لن تظفر بمطلوبك من الإيمان أو لن تتمكن من الإيمان حتى تعلم خير القدر و شره، و الوجود على وجوه: منها وجود بالعقل أو -بواسطة العقل- كمعرفة الله تعالى و معرفة النبوءة و من هذا الوجه هذا الحديث، فإنه فسره بالعلم بخير القدر و شره، و الوجه الثاني: أنه يعبر به عن التمكن من الشيء نحو: حيث وجدتموهم، و الوجه الثالث، وجود بإحدى الحواس الخمس، نحو: وجدت زيدا، و وجدت طعمه و وجدت صوته و وجدت خشونته، و الوجه الرابع: وجود بقوة الشهوة نحو وجدت الشبع، و الوجه الخامس: وجود بقوة الغضب كوجد الحزن و السخط.
قوله: «و لن تؤمن و تبلغ حقيقة الإيمان»: أي لن تصل إلى حقيقته الواجبة شرعا إلا بذلك، لأن الإيمان بالقدر جزء من الإيمان الكلي، وإذا انتفى جزء الحقيقة انتفت الحقيقة كلها، و عند أحمد من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لكل شيء حقيقة، و ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه".
Shafi 145