Sharh Al-Iqtisad fi Al-I'tiqad - Al-Rajhi

Abdul Aziz bin Abdullah Al Rajhi d. Unknown
72

Sharh Al-Iqtisad fi Al-I'tiqad - Al-Rajhi

شرح الاقتصاد في الاعتقاد - الراجحي

Nau'ikan

الحض على قيام الليل السؤال نرجو من فضيلتكم توضيح الفائدة التربوية من إثبات صفة النزول، خصوصًا أن الحضور من طلاب العلم يحتاجون إلى البناء الإيماني، ومنه قيام الليل، الذي هو دأب الأنبياء والصالحين؟ الجواب لا شك أن المؤمن يستفيد من هذه الأحاديث -كحديث النزول- فإن الله ﷾ يستجيب الدعاء في ثلث الليل الآخر، ولهذا يقول العلماء: إنه وقت التنزل الإلهي فإن هذا الوقت وقت شريف، ونصف الليل الثاني أفضل من نصف الليل الأول، وثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي ﷺ أوتر أول الليل، وأوتر أوسطه، ثم انتهى به الوتر إلى السحر. وجاء في حديث عائشة: (أن النبي ﷺ كان يقوم ثلث الليل الآخر) وجاء في الصحيح: (أن النبي ﷺ كان ينام إذا صلى العشاء، فإذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل قام ﵊ يصلي) وجاء في الحديث الآخر: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه)، وكان داود ﵊ ينام النصف الأول، ثم يقوم السدس الرابع والسدس الخامس، ثم ينام السدس السادس، حتى يستعين بها على أعمال النهار، أي: هذه النومة في السدس الأخير؛ لأنه كان ملكًا حاكمًا، يحكم بين الناس كما قال تعالى عنه: ﴿يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ [ص:٢٦]. وقد ثبت في الحديث: (أن النبي ﷺ كان يقوم السدس الخامس والسادس) وبهذا يتبين أن النصف الأخير هو أفضل الليل، ويشمل السدس الرابع والخامس والسادس، وأما النصف الأول فكان ينامه داود ﵊، وينامه نبينا ﷺ، فيكون النصف الأخير وهو النصف الثاني بأسداسه الثلاثة هو أفضل الليل، فالسدس الرابع والخامس يقومه داود، والسدس الخامس والسادس يقومه نبينا ﵊. فينبغي للمسلم ولاسيما طالب العلم أن يكون له نصيب من هذا الوقت العظيم الثمين، وقت التنزل الإلهي، فالرب ﷿ ينزل ويقول: (من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر)، وهذا يدلنا أن هذا وقت عظيم وثمين، ولو أنه وقت قصير، لكن ينبغي أن يكون المسلم في هذا الوقت من الذاكرين الله كثيرًا، ومن المستغفرين بالأسحار، ومن المستيقظين لا النائمين، وفي الحديث أن النبي ﷺ: (قيل له: إن رجلًا قد نام حتى طلع الفجر، قال: ذاك رجل قد بال الشيطان في أذنه)، رواه البخاري في الصحيح. قيل: نام عن ورده من الليل، وقيل: نام ولم يصل شيئًا، أو نام عن صلاة العشاء، فينبغي للمسلم وخصوصًا طالب العلم أن يستفيد من أحاديث النزول والتنزل الإلهي؛ لأن الرب ﷾ ينزل في هذا الوقت الشريف ويقول: (من يدعوني؟ من يسألني؟ من يستغفرني؟) فينبغي أن يكون الإنسان في هذا الوقت من الداعين والساعين والمستغفرين.

4 / 13