Sharh al-Arba'een al-Nawawiya by Atiyya Salim
شرح الأربعين النووية لعطية سالم
Nau'ikan
عظمة معاني هذا الحديث على غيره
إن هذا الحديث الشريف ليعتبر من أهم وأعظم وأجمع أحاديث رسول الله ﷺ، حتى قال بعض العلماء: إنه مدار جميع طوائف علماء الإسلام: من فقهاء ووعاظ وزهاد وعباد، وهو مع طوله يضع منهجًا تعليميًا بجانب المنهج العلمي، فقد أرشد فيه ﷺ أن جبريل ﵇ جاء يعملهم أمر دينهم، فجمع الدين كله بتعليم من جبريل ﵇ في هذا الحديث، ولهذا مهما عُني به الإنسان ومهما تناوله العلماء فلا أعتقد أن أحدًا يوفيه حقه إلا إذا تكلّم على الدين كله.
يبدأ هذا الحديث بسنده إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وتقدمت ترجمة عمر في الحديث الأول: (إنما الأعمال بالنيات) .
يقول رضي الله تعالى عنه: (بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ؛ إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يعرفه منا أحد، ولا يرى عليه أثر السفر، فجلس إلى النبي ﷺ، وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟) .
3 / 3