Sharh al-Arba'een al-Nawawiya by Atiyya Salim
شرح الأربعين النووية لعطية سالم
Nau'ikan
الدعوة ببصيرة وحكمة من النصيحة لدين الله
السؤال
هل من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله: الدعوة إلى الله بالحكمة؟
الجواب
أشرنا بأن من النصيحة لله: أن تحبب الله إلى الخلق، ويصبح العبد يحب ربه أكثر مما يخافه.
والنصيحة لكتاب الله: أن تتعلم القرآن وتعلمه غيرك.
والنصيحة لرسول الله ﷺ: يكون موقفك من السنة كموقفك من كتاب الله.
أما كون الدعوة إلى الله نصحًا لله بأسلوب ما، فهذا محله: (ولأئمة المسلمين وعامتهم)؛ ولكن فعلًا الدعوة إلى الله بما أمر الله: نصيحةٌ لله.
الله ﷾ جعل للدعوة إليه قواعد وإطارات: · أولًا: يجب أن يكون الداعية قبل أن يتعرض للدعوة عالمًا بما يأمر وبما ينهى.
· وأن يكون حكيمًا في أسلوب أمره وفي أسلوب نهيه، ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف:١٠٨] والبصيرة: العلم، وكما يقول البخاري: (بابُ: العلم قبل العمل)؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد:١٩] .
· وبعد البصيرة ورؤية الأمور وتوقع نتائج الأمر والنهي: أنه لا يأتي بأشد من الموجود، ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ﴾ [النحل:١٢٥]، فتبصرت أولًا وعرفت، فجئت للتنفيذ العملي: ﴿بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ﴾ [النحل:١٢٥] لم يقل: (والموعظة) فقط، وإنما ﴿الْحَسَنَةِ﴾ [النحل:١٢٥] .
إذًا: يفهم من ذلك الموعظة قد تكون حسنة، وقد تكون غير حسنة.
وهذا الذي سيأتي التنبيه عليه إن شاء الله ﴿بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل:١٢٥]، وإن أدى الأمر إلى جدال أو نقاش: فـ ﴿بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل:١٢٥] .
وسيأتي زيادةُ تنبيه عليه إن شاء الله.
وبالله تعالى التوفيق.
22 / 8