Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih

Khaled Al-Musleh d. Unknown
96

Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih

شرح العقيدة الواسطية لخالد المصلح

Nau'ikan

الأدلة الواردة في إثبات معية الله ثم قال: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [المجادلة:٧] هذه أيضًا فيها إثبات المعية العامة، والتي مقتضاها إحاطة علمه ﷾ بما عليه الخلق، وبما عليه الناس، مهما كثروا أو قلوا. ثم قال في قوله: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة:٤٠] هذه معية خاصة، وهي غير المعية السابقة، ووجه كونها غير المعية السابقة أن المعية السابقة ثابتة للنبي ﷺ وأبي بكر وخصومهما، والمعية هنا ليست تلك التي تكون لكل الخلق، إنما هي معية خاصة، ولذلك قال النبي ﵌ لـ أبي بكر: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة:٤٠]، يعني: أنا وأنت لا خصومنا، فالله ليس مع خصومه -وهم كفار مكة الذين كانوا يطلبونه- فكانت معية خاصة، وما الذي أفادت هذه المعية هنا؟ أفادت تأييد الله ﷾ لرسوله، ونصره له ﷾، وحفظه للنبي ﷺ. ثم قال: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه:٤٦]، هذه أيضًا معية خاصة، وهي لموسى وهارون دون فرعون ومن معه. وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل:١٢٨]، هذه معية خاصة بوصف، ما هو الوصف؟ التقوى والإحسان، وهي غير المعية العامة الثابتة في الآيتين المتقدمتين. كذلك قوله: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال:٤٦]، هذه معية بالوصف وهي صفة الصبر، وقوله: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة:٢٤٩] كذلك، هذه فيها المعية الخاصة.

10 / 8