Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih
شرح العقيدة الواسطية لخالد المصلح
Nau'ikan
منهج أهل السنة في النصيحة للأمة
ثم قال ﵀: [ويحافظون على الجماعات] .
الجماعات المقصود بها: الصلوات المفروضات، وهذا من أبرز ما اتسم به أهل السنة والجماعة خلافًا للرافضة الذين لا يرون إقامة الجمع والجماعات إلا وراء الإمام المعصوم.
قال: [ويدينون بالنصيحة للأمة] .
النصيحة: المراد بها هنا بذل كل خير يعلمونه للأمة، وكف كل شر يعلمونه للأمة، فالنصيحة هي أن يضمر المؤمن الخير وأن يعمل به، وأن يسعى إلى تحقيقه، وأن يسعى إلى إزالة كل ما يعيق الخير.
قال: [ويعتقدون معنى قوله ﷺ: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)] .
هذا في أمر الدنيا، وكذلك الأمر في أمر الدين، بل هو في أمر الدين أعظم وآكد وأحق؛ لقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة:٢]، والبر: اسم جامع لكل خير.
قال: [وشبك بين أصابعه، وقوله ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)] .
وهذا أيضًا يدل على ائتلاف المؤمنين واجتماعهم، وتوادهم، وتناصحهم، وهذان الدليلان يدلان على جميع الأصول المتقدمة من الأمر بالمعروف، وحفظ حقوق ولاة الأمر، وإقامة الصلوات، والنصيحة للأمة.
قال: [ويأمرون بالصبر عند البلاء] .
سواء كان البلاء عامًا أو خاصًا.
[والشكر عند الرخاء] .
سواء كان الرخاء عامًا أو خاصًا.
[والرضا بمر القضاء] .
أي: بما يكرهونه من الأقدار والأقضية التي لا تلائم النفوس، يأمرونهم بالرضا بها، والرضا مرتبة عالية، والواجب هو الصبر لكن هم يأمرون بالرضا، فإن لم يحصل فلا أقل من الصبر.
28 / 5