201

Sharh al-Aqidah al-Safariniyah

شرح العقيدة السفارينية

Mai Buga Littafi

دار الوطن للنشر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

يستطيع الدفع ولا يقربه أحد.
فجبريل ﵊ نزل وجاء بالوحي من الله ﷿، ولهذا قال المؤلف: (من محكم القرآن والتنزيل)؛ محكم القرآن: هذا من باب إضافة الصفة إلى موصوفها؛ أي من القرآن المحكم، والقرآن محكم أي متقن، فهو متقن من كل وجه؛ أخباره محكمة ليس فيها كذب؛ أحكامه محكمة ليس فيها جور؛ دلالاته أو مدلولاته محكمة ليس فيها تناقض.
وليعلم أن الله تعالى وصف القرآن كله بأنه محكم وبأنه حكيم، ووصفه كله بأنه متشابه، ووصفه بأن بعضه متشابه وبعضه محكم، فهذه ثلاث صفات.
وصفه بأنه محكم في قوله: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ) (هود: الآية ١) وفي قوله: (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) (يونس: الآية ١) (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا) (يونس: الآية ٢) .
ووصفه بأنه متشابه في قوله: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ) (الزمر: الآية ٢٣) .
ووصفه بان بعضه محكم وبعضه متشابه في قوله: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) (آل عمران: الآية ٧) ولكل من هذه الأوصاف وجه.
أما وصف كونه محكما؛ فلأن القرآن كله متقن، لا يكذب بعضه بعضا، ولا يناقض بعضه بعضا، وليس فيه شيء من الباطل، قال تعالى: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) (فصلت: الآية ٤٢)
وأما وصفه كله بأنه متشابه؛ فلأنه يشبه بعضه بعضا في الكمال والجودة

1 / 207