68

Sharh Al-Ajrumiyyah by Al-Asmarī

شرح الأجرومية للأسمري

Nau'ikan

وثالثها: قوله (نحو أنا وأنت) فيه تمثيل على الضمائر بنوعين: وهما ضمائر التكَلُّم بـ (أنا) وضمائر الخطاب أو المخاطبة بـ (أنت) . وذِكْرُ بعض الشيء للدلالة على كلِّ الشيء من الاصطلاحات المتبعة عند اللُّغَويين وغيرهم. قوله (والاسم العَلَم نحو: زَيْدٌ ومكة) يتعلق به أشياء ثلاثة: أولها: العَلَم بمعنى: العلامة لغة، وفي الاصطلاح: ما دَلَّ على مُعَيَّنٍ بلا قَيْد تكَلُّم ولا خطاب ولا غيبة. ومثاله: كلمة: (إبراهيم) عَلَم على نبي رسول؛ حَيْثُ دَلَّ على ذلك العَلَم دون قرينة تكَلُّم ولا غيرها. ثانيها: أنَّ العَلَم قسمان: أولهما: عَلَم مذكر وهو نوعان: الأول: ما كان تذكيره لفظيًا كـ (إبراهيم) . والثاني: ما كان تذكيره معنويًا كـ (طلحة) . وثانيهما: عَلَم مؤنث وهو نوعان: الأول: ما كان تأنيثه لفظيًا كـ (مكة) . والثاني: ما كان تأنيثه معنويًا كـ (زينب) . وقد يجتمع التذكير اللفظي والمعنوي كما في (محمد)، وكذلك يجتمعان في المؤنث كما في (فاطمة) . ثالثها: قوله (نحو زَيْدٌ ومكة) وهو تمثيل على العَلَم ببعض مفرداته فَمَثَّلَ على المذكر بـ (زيد)، وعلى المؤنث لفظًا بـ (مكة) إشارة إلى قسمي العَلَم السابقين. قوله: (والاسم الْمُبْهَم نحو: هذا وهذه وهؤلاء) يتعلق به أشياء ثلاثة: أولها: الْمُبْهَم: اسم مفعول من الإبهام، وهو يرجع إلى مادة (أَبْهَمَ) ومنها قولك: أبهمت الأمر ضد إيضاحه. والاسم الْمُبْهَم هنا يُقْصَدُ به شيئان: أحدهما: اسم الإشارة. وهو ما دَلَّ على مُعَيَّنٍ بواسطة الإشارة، وله مفردات: أولًا: (هذه)، وهي تدل على المشار المفرد المؤنث. ثانيًا: (هذا)، وهي تدل على المشار المفرد المذكر. ثالثًا: (هذان وهذين)، وهما يدلان على مشار مثنى أو اثنين من الذكور. رابعًا: (هاتان وهاتين)، وهما يدلان على مشار مثنى أو اثنتين من الإناث.

1 / 74