87
فإياكم وهذا العرق واسموا ... لموماة فآخذها مليس وحفوا بالرحال على المطايا ... وضموا كل ذي قرن وكيسوا فباتوا يدلجون وبات يسري ... بصير بالدجى هاد غموس تواصوا أي أوصى بعضهم بعضا هجرا أي وقت الهاجرة والسرى سير الليل خاصة. وابتزاي عري من الأمر وجرد ويروى ابتز بالفتح أي إذا غلب أمركم ناعس وقوله فإياكم وهذا العرق أي احذورا هذا العرق وأبعدوا عنه وهو الجبل ويقال الغيضة وميلوا إلى الموماة وهي الفلاة وأصلها موموة فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وآخذها طريقها الذي يؤخذ فيه فاعل بمعنى مفعول كقوله تعالى ماء دافق أي مدفوق ومليس أي أملس. وحفوا بالرحال يقول إذا أعييتم وغلبكم النعاس فأنيخوا بنا في الموماة وإياكم أن تنيخوا قريبا من هذا العرق وأديروا الرحال حولهم وأعدوا الرماة. والقرن الجعبة وكيسوا أي استعملوا الكيس وهو العقل قال الشاعر: فلو كنتم لميسة أكاست ... وكيس الأم يعرف في البنينا ولكن أمكم حمقت فجئتم ... غثاثًا ما ترى فيكم سمينا فباتوا يدلجون أي يسرون الليل وبات الأسد يسري معهم حيث لا يرونه يراعى غرتهم. وقوله هادٍ أي مهتد إلى الطريق والمأخذ والهموس الذي لا يسمع لقوائمه وطء ولا يحس به أحد. والدجى الظلمة الواحدة دجية، ويروي عموس وغموس بالعين والغين ومعناهما الشديد: قال أبو محمد وكان رجل من أصحاب اللغة يخطئ الشماخ في قوله: وكنت إذا لاقيتها كان سرنا ... لنا بيننا مثل الشواء الملهوج وكادت غداة البين ينطق طرفها ... بما تحت مكنون من الصدر مشرج وتشكو بعين ما أكل ركابها ... وقيل المنادى أصبح القوم أدلجي يقول كنت إذا لاقيت هذه المرأة لم أتمكن من مسارتها والاشتفاء بحدثيها وتعرف ما عندها لي إلا على عجلة وغير تمكن من اتمام الحديث خوف الرقباء فكان سرنا مثل الشواء الذي لم يتم نضجه وقوله بما تحت مكنون من الصدر أي مكتوم. ومشرج مشدود كشرج العيبة وهي عراها المداخل بعضها

1 / 101