يقع على الزرع فلا ينحل حتى تطلع عليه الشمس فيذوب فإن أكل منه المال قبل ذلك مات ومنه روي عن النبي ﷺ أنه نهى عن سوم الليل أي رعيه وربما ند بعير فأكل ذلك الزرع قبل طلوع الشمس فإذا أكله مات فيأتي كلب فيأكل من لحمه فيكلب فإن عض إنسانا كلب المعضوض فإذا سمع نباح كلب أجابه ويقال دواؤه أن يسقى دم ملك.
وقوله " فهذا وما أشبه مزح الأشراف وذوي المروءات فأما السباب وشتم السلف وذكر الأعراض بكبير الفواحش فما لا نرضاه لخساس العبيد وصغار الولدان " السباب مصدر سابه مسابة وسبابًا وأصل السب القطع ثم صار السب شتمًا قال الشاعر:
فما كان ذنب بني مالك ... بأن سب منهم غلام فسب
سب أي شتم فسب أي قطع يريد معاقرة غالب أبي الفرزدق وسحيم ابن وثيل الرياحي لما تعاقرا بصوأر فعقر سحيم خمسا ثم بدا له وعقر غالب مائة ولم يكن يملك غيرها. والسلف المتقدمون من آباء الرجل وأقاربه الذين هم فوقه في السن والفضل وأحدهم سالف قال طفيل الغنوي يرثى قومه:
مضوا سلفًا قصد السبيل عليهم ... وصرف المنايا بالرجال يقلب
وأصله من التقدم يقال سلف إليه مني كلام أي تقدم وسبق وسلافة الخمر أول ما يخرج من عصيرها والسلفة الطعام الذي يتعلل به قبل الغذاء والسلف السلم. والأعراض جمع عرض وقد اختلف الناس في عرض الرجل فقال قوم جسمه ومنه قولهم هو طيب العرض أي طيب ريح الجسد ومنه قول رسول الله ﷺ في أهل الجنة " لا يبولون ولا يتغوطون إنما هو عرق يخرج من أعراضهم مثل ريح المسك " أي من أبدانهم وقال قوم عرض الرجل نفسه واحتجوا بقول حسان:
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
وقال قوم عرض الرجل خليقته المحمودة وقال آخرون عرضه ما يمدح به ويذم وقال آخرون عرضه حسبه وقيل عرضه أسلافه ومنه قول عمر للحطيئة كأني بك عند بعض الملوك تغنيه بأعراض الناس معناه تثلب أسلافهم والعرض أيضًا الرجل يعترض الناس بالباطل وهو العرضن أيضًا والمرأة عرضة وعرضنة والعرض وادي
1 / 75