منه وإذا أمامه قبر مكتوب عليه كذب العاض بظر أمه لا تظن أنه سليمان بن داود بل هو بن حداد فلم أر قبلهما قبرين يتشاتمان وانصرفت عنهما بطرفة ظريفة انتهى فائدة اشتهر ب: المقابري يحيى بن أيوب العابد البغدادي وعرف ب المقابري لأنه كان يتعبد في المقابر ولد سنة سبع وخمسين ومائة وتوفي في ربيع الأول سنة أربع وثلاثين ومائتين سمع شريكا القاضي وإسماعيل بن علية وغيرهما وروى عنه أحمد بن حنبل ومسلم بن الحجاج والبغوي وغيرهم وكان ثقة ورعا صالحا وروى الخطيب عن العباس بن محمد عن أبيه قال مررت بالمقابر فسمعت همهمة فاتبعت الأثر فإذا بيحيى بن أيوب في حفرة وهو يبكى ويدعو ويقول يا قرة عين المطيعين وقرة عين العاصين ولم لا تكون قرة عين المطيعين وأنت مننت عليهم بالطاعة ولم لا تكون قرة عين العاصين وأنت سترت عليهم الذنوب وهو يعاود البكاء قال فغلبنى البكاء ففطن لي فقال لي تعال لعل الله إنما بعث بك لخير كان بعض الصالحين يكثر الجلوس بين القبور فسئل عن ذلك ؟ فقال أجلس إلى قوم إن حضرت عندهم لا يؤذوني وإن غبت عنهم لا يغتابوني فائدة يقال إن الشيخ الصالح إبراهيم بن هصاد بن شداد الجعبري المشهور لما مرض مرض موته أمر أن يخرج به إلى مكان مدفنه وهو ظاهر القاهرة بالحسينية وكان قد أمر بحفر قبره فلما وصل إليه قال له يا قبير جاءك دبير وتوفي بعد ذلك بيوم واحد سنة سبع وثمانين وستمائة ولأصحابه فيه مغالاة وعقيدة وكل من يعرفه يعظمه ويثنى عليه وعليه مآخذ في عباراته قال الشيخ أبو حيان رأيته بالقاهرة وحضرت مجلسه أنا وابن مكي وجرت لنا معه حكاية وكان يجلس للعوام ويذكرهم فائدة حكى ابن خلكان في تاريخه عن زائدة بن قدامة قال تبعت الأعمش يوما فآتى المقابر فدخل في قبر محفور فاضطجع فيه ثم خرج منه وهو ينفض التراب عن رأسه ويقول واضيق مسكناه توفي رحمه الله في شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة وقيل سنة تسع وأربعين مولده سنة ستين من الهجرة وقيل إنه ولد يوم قتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنه وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وعده ابن قتيبة في كتاب المعارف ممن حملت به أمه سبعة أشهر
Shafi 56