Sharaf
al-Sharaf al-Aʿla fi Dhikr Qubur al-Muʿalla
Nau'ikan
وبه ثقتي الحمد لله الباقى بعد فناء خلقه المتكفل تفضلا منه لكل مخلوق باستكمال أجله واستيفاء رزقه الذي جعل الموت لكل مخلوق ميسما في عنقه وجعل الخلائق أجمعين تحت طاعته ورقه والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث إلى غرب الوجود وشر قه وعلى آله وصحبه الذين سلموا من خطأ القول ومذقه وحازوا بل فازوا من كل فضل ومجد بغيثه وبرقه وبعد فقد خطر لي أن أكتب في هذه الأوراق بعض ما قرأته على القبور التى بمقبرة مكة المشرفة المسماة بالمعلا وما قدرت عليه فإن في ذلك تخليد ذكرهم وأسمائهم وحفظ وفياتهم والترحم عليهم وقت الوقوف على ذلك والاتعاظ بحالهم إلى غير ذلك من الفوائد مثل شعر غريب فيه ذكر الموت والإشارة إلى الفراق وذكر التوجه إلى دار التلاق والله هو المسؤول ان ي على ذلك وأن يجعلنا ممن اتعظ بالموت وأيقن بما هنالك وسهل عليه سلوك تلك المسالك فهو العليم بجميع الأمور المطلع على ما في الصدور سبحانه لا إله إلا هو تقدس وتمجد وتعزز وقد خطر لي أن أذكر قبل المقصود فوائد غريبة تتعلق بما نحن بصدد ذكره وهو الموت الذي لا عنه مهرب ولا منه فوت وبعد ذلك أذكر المقصود من كتابة هذه الأوراق إن شاء الله تعالى فائدة قال أهل اللغة مات يمات ومات يموت فهو ميت وميت بالتشديد والتخفيف قال عدي بن الرعلاء وجمع بينهما ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الاحياء ويستوى فيه المذكر والمؤنث قال تعالى لنخى به بلدة ميتا ولم يقل ميتة فائدة قال الفراء يقال لمن لم يمت إنه مائت عن قليل وميت ولا تقل لمن مات هذا مائت فائدة الميتة بفتح الميم ما لم تلحقه الزكاة وبكسرها كالجلسة تقول مات فلان ميتة حسنة فائدة الموات بالضم الموت وبالفتح ما لا روح فيه والارض التي لا مالك
Shafi 39