Sharafin Mustapha
شرف المصطفى
Mai Buga Littafi
دار البشائر الإسلامية - مكة
Lambar Fassara
الأولى - 1424 هـ
.........
- فيهما ذكر نبي يبعث قد أظل زمانه، وكرهت أن أخبرك بذلك فلا آمن أن يخرج بعض هؤلاء الكذابين فتطيعه، وقد جعلتهما في هذه الكوة التي ترى وطينت عليهما فلا تعرض لهما، ولا تنظرن فيهما حينك هذا، فإن كان الله يريد بك خيرا ويخرج ذلك النبي بعينه فأخرجهما، قال: ثم مات، فلم يكن شيء أحب إلي من أن ينقضي المأتم حتى أنظر في الورقتين ، فلما انقضى المأتم فتحت الكوة ثم استخرجت الورقتين فإذا فيهما: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، لا نبي بعده، مولده بمكة، ومهاجره طيبة، لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، يجزي بالسيئة الحسنة، ويعفو ويصفح، أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل حال، ألسنتهم بالتهليل والتكبير رطبة، وينصر نبيهم على كل من ناوأه، يغسلون فروجهم، ويأتزرون على أوساطهم، أناجيلهم في صدورهم، وتراحمهم بينهم تراحم الأم، وهم أول من يدخل الجنة يوم القيامة من الأمم، فلما قرأت ذلك قلت في نفسي: وهل علمني أبي شيئا هو أحب إلي من هذا، فمكثت بذلك ما شاء الله ثم بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بمكة، فهو يظهر مرة ويستخفي أخرى، فقلت:
هو ذا، فلم يزل بذلك حتى قيل: إنه قد أتى المدينة، فقلت في نفسي:
إني لأرجو أن يكون إياه، فبلغتني وقائعه مرة له ومرة عليه، ثم بلغني أنه قد توفي صلوات الله عليه، فقلت في نفسي: لعله ليس الذي كنت أظن، حتى بلغني أن خليفة قد قام مقامه، ثم لم يلبث إلا قليلا حتى جاءتنا جنوده، فقلت في نفسي: ألا أدخل في هذا الدين، ثم قلت:
حتى أعلم أنه هو الذي أرجو وأنظر سيرتهم وأعمالهم، فلم أزل أرفع ذلك وأؤخره حتى استثبت حين قام علينا عمر بن الخطاب، فلما رأيت وفاءهم بالعهد، وما صنع الله لهم على الأعداء أوقع الله تعالى ذلك في نفسي، وعدت لصفتهم فعلمت أنهم الذين كنت أنتظر، فحدثت-
Shafi 299