عن محمد بن إسحاق، قال: سار تبع الأول إلى الكعبة وأراد هدمها، قوله: «عن محمد بن إسحاق» :
ابن يسار، الإمام الحافظ الإخباري الصدوق أبو بكر القرشي المطلبي، مولى قيس ابن مخرمة، رأى أنس بن مالك، وروى عن بعض من التابعين، وكان صاحب علم وحديث، يشهد له بذلك كتبه في السير والمغازي، ويكفيه فخرا قول الشافعي رحمه الله: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق.
ثم اختلف أهل العلم بالحديث في الاحتجاج به مع عدم استغنائهم عن حديثه، والحق أنه صدوق، حديثه لا ينزل عن الحسن لولا ما اشتهر به من التدليس، فإذا ما صرح بالتحديث فهو قوي، والمتشددون لا يرفعونه إلى الحجة، قال الذهبي في الكاشف: من بحور العلم، وله غرائب تستنكر في سعة ما روى، واختلف في الاحتجاج به، وحديثه حسن ، وقد صححه جماعة. اه، وانظر:
تهذيب الكمال [24/ 405] ، سير أعلام النبلاء [7/ 33] ، الثقات لابن حبان [7/ 380] ، طبقات ابن سعد [7/ 321] ، الكامل لابن عدي [6/ 2116] ، الميزان [4/ 388] ، تهذيب التهذيب [9/ 34] ، الكاشف [3/ 18] ، التقريب [/ 467] الترجمة رقم 5725.
قوله: «سار تبع الأول» :
الخبر في تاريخ أبي الوليد بسياق مختلف عن سياق المصنف هنا.
وقد اختلف في اسمه وتعينه فقيل: تبع لقب للملك الأكبر بلغة أهل اليمن، ككسرى بالفارسية، وقيصر بالرومية، والنجاشي بلغة الحبشة، وهو: حسان ابن تبع بن أسعد بن كرب الحميري، وقيل: هو تبع بن حسان بن ملكي كرب- أو كليكرب- بن تبع بن الأقرن، قال ابن قتيبة في المعارف: وهو تبع الأصغر، آخر التبابعة، قال: ويقول قوم: إنه تبع الأوسط، وهو أول من كسا البيت، وقد قيل: إن تبع الأوسط أسعد أبو كرب هو الذي كسا البيت الأقطاع، وهو الذي آمن بمحمد، فالله أعلم.
Shafi 96