Shan Addu'a
شأن الدعاء
Bincike
أحمد يوسف الدّقاق
Mai Buga Littafi
دار الثقافة العربية
مَا خَلَقْتُمْ". وَخَلَق الله -جَل (١) وتَعَالَى- الإنْسَانَ في أرْحَامِ الأمهَاتِ ثلاث خلقٍ (٢): جَعَلَهُ عَلَقَة، ثم مُضْغَة، ثم جعَلَها صُوْرَة، وَهُو التشْكِيلُ (٣) الذي بِهِ يَكُوْنُ ذَا صُوْرَةٍ وَهَيْئَةٍ يُعْرَفُ بِهَا ويتَمَيزُ [بها] (٤) عَنْ غَيْرهِ بِسِمَاتِهَا (٥) (فَتَبَارَكَ الله أحْسَنُ الخَالِقينَ) [المؤمنون/١٤].
١٥ - الغَفارُ: [هُوَ الذي] (٦) يَغْفِرُ ذُنُوْبَ عِبَادهِ مَرة بَعْدَ أخْرَى. كُلَّماْ تَكَررَتِ التوْبَةُ فِيَ الذنْب [مِنَ العَبْد] (٦) تَكَررَتِ المَغْفِرَةُ. كَقُوْلهِ -سُبْحَانَهُ-: (وَإني لَغَفَار لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثم اهْتَدَى) [طه/٨٢]. وَأصْلُ الغَفْرِ في اللغَةِ: السِّتْرُ وَالتغْطِيَةُ، وَمُنْهُ قِيْلَ (٧) لِجُنَّةِ الرأسِ: المِغْفَرُ، وَبِهِ سُميَ زئْبَرُ الثوب غَفْرًَا وَذَلِكَ لأنهُ يسْتر سَدَاهُ؛ فَالغَفارُ (٨): الستارُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ، والمُسدِلُ (٩) عَلَيْهِمْ ثَوْبَ عَطْفِهِ ورَأفَتِهِ. وَمَعْنَى الستْر في هَذَا أنهُ لَا (١٠) يَكْشِفُ أمْرَ العَبْدِ لِخَلْقِهِ وَلَا يهْتِكُ سِتْرَهُ بِالعُقُوبةِ التي تَشْهَرُهُ فِي
(١) لفظة: "جل" ليست في (م). (٢) خِلَق: جمع خلقة؛ والخلقة: الفطرة، وجمعها فِطَر. انظر اللسان (فطر)، وضبطها في (ظ) بفتح الخاء وسكون اللام. ولم أجد لها وجهًا. (٣) في (م): "الشكل". (٤) زيادة من (م). (٥) في (م): "بسيمته". (٦) ما بين المعقوفين ليس في (م). (٧) في (م): "قال". (٨) في (م): "العقار" وهو سهو من الناسخ. (٩) في (م): "المسبل". (١٠) في (م): "ألاّ" بدل "أنه لا".
1 / 52