151

والصحيح في هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخضب لحيته ولا رأسه، وإنما كانت شعرات، فلا ينكر أن لا يخضبها، وأن يخضبها في حال ثم يزول الخضاب، فتختلف الرواية على حسب ما يكون قد اتفق للراوي من المشاهدة، فيؤدي كل ما شاهد، ولا ننكر أيضا أن يمس بالطيب فيورثه صفرة أو لونا من الصبغ، فيتوهمه من رآه خضابا. وقد صحت الأخبار عن عائشة في تطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحرامه بالطيب، كان يبقى أثره أياما، وسيرد ذكر ذلك في "باب الطيب" من أبواب هذا الكتاب إن شاء الله.

والذي رويناه في خبر أبي رمثة في ذكره ما نظر إليه من بياض ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل في باب صفة لون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضا ما يروى في بياض إبطيه، والوجه أن نفرد لهذا بابا يجيء فيما بعد.

Shafi 165