Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Mai Buga Littafi
دار القمة
Lambar Fassara
-
Inda aka buga
الإسكندرية
Nau'ikan
أما علاج الكبر، فهو كبقية المعاصي، على المتلبس بها:
أن يتذكر عقوبتها، وأن يتدبر ما رواه عبد الله بن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «يطوي الله ﷿ السّماوات يوم القيامة، ثمّ يأخذهنّ بيده اليمنى، ثمّ يقول: أنا الملك، أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟ ثمّ يطوي الأرضين بشماله، ثمّ يقول: أنا الملك أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟» «١» .
فيتأمل كيف ينادي الجبار ﷿ يوم القيامة، وقد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله أبدا، ولن يغضب بعده مثله أبدا، فيقول: أين الجبارون أين المتكبرون؟ هل ينادي عليهم نداء رضى وحبّ؟ أم نداء سخط وغضب؟ وكيف أن الله- تعالى- قرن المتكبرين بالجبارين؟ وكيف أنه لم يناد على أحد غيرهم؟ وكأنهم أعظم الناس ذنوبا، كيف لا؟ وهم الذين نازعوا الله في صفة ما يحب أن ينازعه فيها أحد أبدا، وهي صفة الكبرياء بحقّ التي هي من أعظم صفات الكمال لذي الجلال والإكرام. وعلى من يريد أن يطهّر نفسه من تلك الصفة القبيحة أن يفعل الأمور الآتية:
أ- أن يتوب إلى الله تعالى من هذا الفعل توبة نصوحا.
ب- أن يعتاد مصاحبة الأخيار، ومساعدة الفقراء، ومد يد العون للمساكين.
ج- وأن يكثر من السلام على من يعرف ومن لا يعرف.
د- وأن يتواضع للخدم وأن يأكل معهم بين الفينة والآخرى.
هـ- وأن يبتهل إلى الله ﷿ بالدعاء أن يعافيه من هذا المرض العضال.
الفائدة السابعة:
في الحديث ما كان عليه النبي ﷺ من الحرص على تعليم الأمة كلّ أمور دينها حتى آداب الأكل، قال الحافظ ابن حجر- ﵀: (وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل حال حتى في حال الأكل واستحباب تعليم الآكل آداب الأكل إذا خالفه) «٢» .
ومثاله: ما رواه البخاري عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاما في حجر رسول الله ﷺ وكانت يدي تطيش في الصّحفة، فقال لي رسول الله ﷺ: «يا غلام سمّ الله، وكل بيمينك، وكل ممّا يليك» فما زالت تلك طعمتي بعد «٣» . فالنبي ﷺ لم يترك الغلام ويقول:
_________
(١) مسلم، كتاب: صفة القيامة والجنة والنار، برقم (٢٧٨٨) .
(٢) انظر «فتح الباري» (٩/ ٥٢٣) .
(٣) البخاري، كتاب: الأطعمة، باب: التسمية على الطعام والأكل باليمين، برقم (٥٣٧٦) .
1 / 56