185

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Mai Buga Littafi

دار القمة

Lambar Fassara

-

Inda aka buga

الإسكندرية

Nau'ikan

قال: فبات النّاس يدوكون ليلتهم أيّهم يعطاها، فلمّا أصبح النّاس غدوا على رسول الله ﷺ كلّهم يرجو أن يعطاها فقال: «أين عليّ بن أبي طالب» فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه» فأتي به فبصق رسول الله ﷺ في عينيه ودعا له فبرأ حتّى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الرّاية فقال عليّ: يا رسول الله أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا فقال: «انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النّعم» «١» . (رواه البخاري) . الشاهد في الحديث: أن عليّا ﵁ قد اشتكى عينه، فبصق فيها النبي ﷺ، ودعا له، فطابت مباشرة، ورجعت كما كانت قبل الوجع، وهي معجزة ظاهرة للنبي ﷺ ومن دلائل نبوته، ويبدو أن الوجع كان شديدا، لمعرفة الصحابة أنه يشتكي عينيه، ولو كان أمرا عارضا بسيطا، ما اشتهر وتناقله الصحابة ولما تخلف عليّ عن حضور مجلس النبي ﷺ، والذي سيبشر فيه أصحابه بمن يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال الراوي: «فقال أين علي بن أبي طالب؟» فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. ولفظ: (أتي به) يدل على الوجع الشديد، ففي الحديث فضل ريق النبي ﷺ التي تشفي- بإذن الله- من الأمراض، بمجرد أن تصيب مكان الداء، وسبحان من قضى أن يجعل في كل ما يتعلق برسوله ﷺ البركة، حتى بصاقه، حيث كان من الممكن أن يضع النبي يديه الشريفتين على عينيه فتبرأ، أو يكتفي بالدعاء فتشفى، ولكن الله ﷿، أراد أن يظهر لنا عظيم قدر نبيه، واعتناءه به، فنوع له المعجزات وجعل كل شيء منه وفيه مباركا، فيزداد الذين آمنوا إيمانا. وفي الحديث فوائد: الفائدة الأولى: إطلاع الله ﷿، نبيه ﷺ ببعض أمور الغيب، وهذا من دلائل نبوته ﷺ، حيث أعلم أصحابه ﵃ أنه ستكون مواجهة بين المسلمين واليهود، وستكون الغلبة فيها للمسلمين، قال: «لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه»، وأقول: إنها من دلائل نبوته؛ لأن المعركة لا يعلم المنتصر فيها والمهزوم، إلا الله ﷾، الذي بيده الأمر كله، والغيب عنده حاضر، فمن أوحى لنبيه بنتيجة الموقعة

(١) رواه البخاري، كتاب المناقب، باب: مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، برقم (٣٧٠١) .

1 / 190