Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Mai Buga Littafi
دار القمة
Lambar Fassara
-
Inda aka buga
الإسكندرية
Nau'ikan
الشاهد في الحديث:
أن النبي ﷺ قد دعا لخادمه أنس، ﵁، فاستجاب الله دعاءه، كأحسن ما تكون الاستجابة، كما سنرى مفصلا، إن شاء الله، في الفوائد التالية.
[فوائد الحديث]
الفائدة الأولى:
في شمائل النبي ﷺ:
١- تواضعه ﷺ، حيث كان يزور خادمه في منزله، ويأكل عنده، بل يصلي غير المكتوبة.
٢- تلطف النبي ﷺ مع من يقدم له شيئا لا يستطيع أن يقبله لعلة شرعية، ففي هذا التلطف تطييب للخاطر وتهدئه للنفس، وحتى لا يظن مقدم الهدية أو غيره أن علة عدم القبول يرجع للزهد في الهدية، أو عدم ملائمتها والترفع عنها، أو عدم الرضا من الشخص الذي قدمها، علمناه من قول النبي ﷺ: «أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم»، ومع أن هناك مصلحة لإخفاء النبي ﷺ صومه؛ لأنه عبادة، إلا أن دفع الضرر الذي قد يقع على المضيف، مقدم عن تلك المصلحة، وهذا أدب رفيع، يجب أن نتحلى به في تعاملنا مع الناس خاصة من هم دوننا، فلا عبوس في الوجه، ولا ترفع عن قبول هديتهم، ولا رد لقولهم بدون إبداء مبررات، ولا تحقير لشأنهم، وهذا الأمر نقع فيه صباحا ومساء، مع مخالفته لسنة المصطفى ﷺ.
كما أن من تلطفه أيضا، أنه استجاب لطلب أم سليم لما طلبت منه أن يدعو لأنس، فما رد سؤالها بحجة أنه قد دعا لكل أهل البيت، وأنس من ضمن أهل البيت وستصله قطعا الدعوة.
٣- ما أوتيه النبي ﷺ من جوامع الكلم حتى في الدعاء؛ لأنه في هذا المقام قد دعا لأنس بكل أنواع الخير قال أنس: (فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به) «١» .
٤- عظيم بركة دعاء النبي ﷺ، حيث رزق أنس- بهذا الدعاء- أولادا كثيرين، أحصت ابنته من مات من صلبه بضعا وعشرين ومائة، ولا ندري كم إجمالي ما رزقه الله من أولاد وكم عدد أحفاده، أما المال فحدث ولا حرج عن البركة التي شملته بدعاء النبي ﷺ، يقول أنس: (فإني لمن أكثر الأنصار مالا) فهل كان يظن أنس عندما سمع دعاء النبي ﷺ أن ماله وولده سيبلغان هذا القدر؟!، وهو الذي لم يقدم للنبي عندما زاره في بيته إلا التمر والسمن.
(١) سبق تخريجه، وانظر الحديث السابق.
1 / 168