Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Mai Buga Littafi
دار القمة
Lambar Fassara
-
Inda aka buga
الإسكندرية
Nau'ikan
(رأيناك تناولت شيئا) ولكن يجب أن يدافع المسلم نفسه في الصلاة، فيلزم بصره موضع سجوده؛ لأن ذلك أدعى للخشوع في الصلاة.
الفائدة الرابعة:
في شمائل النبي ﷺ:
١- رؤيته الجنة والنار في الحياة الدنيا، وكانت رؤية واضحة لا التباس فيها، بدليل أنه ميّز في هذه الفترة الوجيزة، أن أكثر أهل النار النساء، كما رأى امرأة تخدشها هرة، وقال ﷺ كما ورد في مسلم: «وحتى رأيت صاحب المحجن، يجر قصبه في النار» ونجزم أنها ما كانت رؤية بالقلب، بل كانت رؤية بالعين، لقوله: «لقد جيء بالنار حيث رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيا بني من لفحها»، ورؤية القلب ما يتضرر الإنسان منها، كما أنه لا يمد يده ليتناول ما يراه بقلبه. والحاصل أنها كانت رؤية يقظة واضحة بينة.
٢- ظهور خوفه ﷺ من الله تعالى، حيث قال: لما دنت منه النار: وأنا معهم، وفي رواية عند مسلم: «لقد جيء بالنار حيث رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيا بني من لفحها» ولولا خوفه من الله ﷾، وأنه لا يأمن مكر الله، ما تكعكع من مكانه، وما أعلن للناس خوفه من عذاب الله ﷿ ويتفرع على ذلك جهل من يقول: إني أعبد الله ليس طمعا في جنته ولا خوفا من عذابه: (فهذا النبي ﷺ يخاف فقط أن يصيبه لفح جهنم) وقد بينا سفه هذا القول فيما تقدم.
ومن علامات خوفه ﷺ أنه هرع إلى الله ﷾ بالصلاة والدعاء، لما رأى الكسوف والخسوف، ويصلي فيطيل الصلاة حتى تنجلي الشمس.
٣- أدبه مع الله؛ لأن عنقود الجنة كان في متناول يده، وكان يود أن يأخذه ليراه الصحابة، فيزدادوا بالله ورسوله إيمانا ويقينا، ولكن لم يفعل، ورد في رواية مسلم: «وقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي ألاأفعل» وأظن أن عدم فعله قد يكون بسبب عدم الإذن له بقطف العنقود، وفي رواية عند البخاري: «قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها» «١» . وإن صح هذا الاستنباط فيكون فعله هذا هو منتهى الأدب مع الله سبحانه، وقد يكون عدم التناول لحكم أخرى.
٤- إطلاعه على كل ما وعدت به هذه الأمة إلى قيام الساعة، لما ورد عند مسلم «فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه» «٢» أي أن الرؤية لم تقتصر على الجنة والنار، ولا
(١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب: ما يقول بعد التكبير، برقم (٧٤٥) . (٢) رواه مسلم، كتاب الكسوف، باب: ما عرض على النبي ﷺ في صلاة الكسوف، برقم (٩٠٤) من حديث جابر بن عبد الله ﵄.
1 / 124