115

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Mai Buga Littafi

دار القمة

Lambar Fassara

-

Inda aka buga

الإسكندرية

Nau'ikan

الشاهد في الحديث: قوله ﷺ: «فلولا ألاتدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع» فالصحابة ﵃ كانوا يمشون معه ﷺ وقد مروا على تلك القبور التي تعذب، ومع ذلك لم يسمعوا ما سمعه النبي ﷺ. بعض فوائد الحديث: الفائدة الأولى: في النبي ﷺ: ١- عناية المولى ﷾ به، إذ أسمعه ما لم يسمعه أحدا من الإنس والجن، وأظن أن الحكمة من ذلك أن يكون ﷺ أشد الناس خوفا من الله وأتقاهم له وأعلمهم به، وقد تحقق ذلك على أحسن ما يكون، فلله الحمد والمنة. ٢- رحمته ﷺ بالأمة وشفقته بها، وذلك أنه لم يسأل الله ﷿ أن يسمع الأمة صوت عذاب القبر خوفا ألايدفن بعضهم بعضا. ٣- حكمته ﷺ، إذ وازن بين المصلحة المترتبة على سماع الأمة صوت عذاب القبر والتي تتمثل في شدة خوفها من الله وتجنبها المعاصي، حسب طاقتها، والمفسدة المترتبة على السماع والمتمثلة في ترك الدفن، وهي بلا شك مفسدة عظيمة بل مفاسد بعضها أعظم من بعض، ويمكن الاحتجاج بهذا الحديث كأصل في القاعدة الشرعية الجليلة والتي تقول: إن درء المفاسد أولى من جلب المنافع. ٤- عدم علمه ﷺ الغيب- إلا ما أطلعه الله ﷾ عليه- وتعليمه الأمة هذا الأمر، حيث قال ﷺ لأصحابه: «من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟» فقد سأل عن أصحاب هذه القبور وزمن موتهم. ٥- قوته ﷺ في الحق ورباطة جأشه، حيث كان يدفن أصحابه ويباشر ذلك بنفسه مع علمه بما في القبر من بلاء وفتن ومحن بل قد سمع ذلك، أما غيره من الناس- بما فيهم الصحابة- فيخشى عليهم إذا سمعوا ما يحدث في القبر ألا يتدافنوا. لذلك ما كان هناك من ضرر من سماع النبي ﷺ لعذاب القبر. ٦- تواضعه ﷺ حيث كان يركب البغلة ولا يترفع عن ذلك. الفائدة الثانية: إثبات سماع الحيوانات وغيرها عذاب القبر، ودليله أن بغلة النبي ﷺ

1 / 120