نسبة الروايات
بدأ الشك في نسبة الروايات قبل ظهور طبعتها الثانية في سنة 1632؛ لأن حصر هذه الروايات في طبعتها الأولى قد فتح الباب لمراجعة العارفين بها، فاستدركوا ما سقط منها وما أضيف إليها من غيرها، على حسب علمهم بمصادرها، وربما كان منهم من عرف اسم الرواية ولم يشهد تمثيلها، فالتبس عليه الأمر بين الروايات التي ألفها شكسبير بهذا الاسم وبين الروايات التي سبقتها بأقلام المجهولين أو لمذكورين.
ومن أقدم ما سجل من هذه الشكوك كلمة كتبها إدوارد رافنسكروفت
Ravenscroft
سنة (1640-1697) في مقدمة رواية تيتوس أندرونيكس - وهو اسم رواية تنسب إلى شكسبير - فقال: «إنه ليبدو لي أن اختلاس أعمال الموتى سرقة أكبر إثما من سرقة أموالهم، ولا أود أن أرمى بجريمة من هذا القبيل، فلا مناص لي من أن أنبئ القارئ بأن هناك رواية في مجموعة مستر شكسبير باسم تيتوس أندرونيكس نقلت عنها جزءا من روايتي، وقد أنبأني بعض المطلعين على تاريخ المسرح أنها ليست له ولكنها وضعت بقلم مؤلف آخر لتمثيلها، ولم يزد عليها شكسبير غير بعض التنقيحات في تصوير الشخصيات الهامة، وأراني جانحا إلى قبول هذا الخبر؛ لأن الرواية أقل أعماله صحة وهضما، وكأنها كوم من النفاية وليست بنية منظمة ...»
على أن هذا الشك القديم يردده بعد نحو ثلاثة قرون نخبة من النقدة الكفاة في دراسة شكسبير ومنهم الشاعر المتوج في عصره جون ماسفيلد
Masfeld
وهو على شهرته في قرض الشعر أديب عليم بتاريخ الأدب، له كتاب موجز ألفه عن شكسبير، فقال فيه عن هذه الرواية: «ولا يساورنا الشك في أن شكسبير كتب قليلا من هذه الرواية، لا ندري أين ومتى؟ غير أن الشاعر لا يقترف الخطيئة في حق فنه ما لم تقسره الضرورة، وما كان شكسبير ليزاول هذا العمل حبا وكرامة عن طيب خاطر ... ويجوز أن الرواية وصلت إليه بوصاة من مدير مسرحه وهو يقول له كلمات بهذا المعنى: لدينا قطعة رديئة - جد رديئة - لولا أنها قد تنجح وأود أن أعرضها وأبدأ بتوزيع أدوارها توا. ألا تستطيع أن تعالجها؟ أرجو أن تجتهد فيها اجتهادك، ولو أنشأت لها كلمات هنا وفقرات هناك عند الحاجة، ومهما يكن من أمر فأرجو أن أتلقاها منك يوم الاثنين». •••
ويحيط الشك بمسرحيات أخرى في المجموعة غير هذه المسرحية، وأشهرها وأكثرها حظا من الشكوك رواية بركليس وروايات هنري السادس ورواية هنري الثامن ومناظر من مكبث والملك لير وسمبلين، ويظن فريق من النقاد أن فلتشر
Fletcher
Shafi da ba'a sani ba