يخطر ببالها حب أحد. وقد كفاها من نعم المولى أن تكون حائزة رضا سيدتها شجرة الدر، فلما
سمعت تلميحها تصاعد الدم إلى وجنتيها وأطرقت، وودت لو أنها بالنقاب لتغطي وجهها، ولكنها لم
تكن تنتقب بين أيدي الأمراء.
أما ركن الدين بيبرس فأعجبه إطراء شجرة الدر شجاعته، وكان يسمع بحسن شوكار ولطفها وجمال
صوتها، ولم يكن يتوقع أن يأتي يوم ينالها فيه، فلما رأى شجرة الدر اشترطت في نيلها أن يصدق
توسمها فيه، لم يدر بماذا يجيب، فقال أخيرا: «أشكر لمولاتي حسن ظنها بعبدها، وأرجو أن أكون
أهلا لثقتها، وفي كل حال إني رهين إشارتها وما تأمرني به، وأفديها بروحي.»
ففرحت شجرة الدر بهذا التصريح؛ لأنها إنما أرادت أن يكون طوع إرادتها لتستخدمه في أغراضها
لما رأته فيه من البسالة ورباطة الجأش.
ولما سمعت شوكار جواب ركن الدين أحست بشيء لم تحس بمثله قبلا، وبأن التأثر في عينيها،
Shafi da ba'a sani ba