وعلى جدرانها كتابة جميلة بصفائح الذهب والرخام الأبنوسي والكافوري والمجزع، مما يبهج
النفوس ويستوقف الأبصار.
ولم تدخل شجرة الدر هذا الإيوان منذ شهرين وبعض الشهر بعد أن توفي الملك الصالح، فاضطرت
لإخفاء اضطرابها أن تنزل إليه، فأمرت بعض الخصيان أن يفتحه ودخلت وشوكار وراءها وقد أدركت
قلقها وتوهمت أنها تريد الخلوة هناك، فتراجعت عند الباب وقالت: «أستأذن في الانصراف يا
سيدتي.»
قالت: «إلى أين؟» قالت: «إلى حيث تأمرين. وإنما أخاف أن يكون في وجودي ما يثقل عليك.»
فأشارت إليها أن تدخل وقالت: «تعالي يا شوكار، لا ينبغي أن أخفي عليك شيئا.» فدخلت،
وجلست شجرة الدر على سرير من الذهب في صدر الإيوان كان يجلس عليه الملك الصالح، وأشارت إلى
شوكار فجلست على كرسي مذهب بين يديها، وقد أضيء الإيوان بالشموع وظهرت نقوشه الجميلة. وتأملت
Shafi da ba'a sani ba