ولم تتمالك حين تبينته أن صاحت: «هذه سفينة قادمة إلينا، لا بد لقدومها في هذا الليل من أمر
مهم!»
وكانت شجرة الدر تتشاغل بإصلاح شعرها، فلما سمعت صيحة شوكار التفتت نحو السفينة وصاحت: «هذه عشارية عز الدين، ما الذي جاءنا به يا ترى من الأخبار؟» قالت ذلك وهرولت وهي تلتف
بالمطرف، وتبعتها شوكار في مثل دهشتها نحو المرفأ.»
وكان للروضة مرفأ جميل تقف عنده السفن منذ كانت فيها دار الصناعة، ومن هذا المرفأ إلى
داخل القلعة طريق مختصر. لكن شجرة الدر - بعد أن دفعتها الدهشة إلى طلب المرفأ - عادت إلى
رشدها وتراجعت، وأظهرت أنها ذاهبة إلى الإيوان الكبير الذي كان الملك الصالح يستقبل فيه
الوفود والأمراء والوزراء.
كان ذلك الإيوان من أفخر الأبنية، بذل الصالح جهده في إتقانه وزخرفته، وهو قاعة كبيرة
قائمة على أساطين الرخام، وقد زين سقفها بالصور المذهبة والنقوش من النوع المعروف بالمقرنص ،
Shafi da ba'a sani ba