الفتاة وبوجهها كأنها شاب يداعب فتاة يحبها، وشوكار مطرقة يلذ لها ذلك؛ لأنه دليل ارتياح
مولاتها إليها، وهان على شجرة الدر أن تصارح جاريتها ببعض هواجسها، وهي تحسبها خالية الذهن
من أمرها، وتحسب سرها مكتوما عنها كل الكتمان، وذلك من الأوهام الشائعة عند أصحاب الأسرار.
يكتم المحب حبه، ويلذ له كتمانه، لتوهمه أنه لا يعلم به أحد سوى حبيبه، وقد يكون ذلك الحب
حديث الجيران والخدم ليل نهار، وقس على ذلك أكثر الأسرار ولا سيما ما كان منها يتعلق
بالعامة، فإنه لا يخفى عليهم، لكنهم يسكتون عنه فيتوهم صاحبه أنه سر مغلق على الناس كافة.
وهب أنه يخفى على الجيران، فهو لا يخفى على الخدم والجواري؛ لأن هؤلاء لا شاغل لهم غير
استطلاع الأسرار والتوسع فيها والتكهن بما يكون من أمرها، لكنهم في الغالب يشوهون الحقيقة
بما تصوره لهم أفكارهم وميولهم.
فكانت شوكار على بينة من هواجس سيدتها وإن لم تصب الحقيقة تماما، لكنها تجاهلت وطلبت إلى
Shafi da ba'a sani ba