Bishiya Da Ke Girma a Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Nau'ikan
1
وسود نيلي وجهه بالسناج، ولبس قلنسوته معكوسة، وارتدى معطفه بالمقلوب، وملأ جوربا أسود طويلا من جوارب أمه بالرماد، وطاف بالشوارع مع عصبته يهز الراية السوداء التي صنعها في البيت، ويصيح بصوت خشن من حين إلى حين.
وطافت فرانسي بالشوارع في صحبة البنات الصغيرات الأخريات تحمل قطعة من الطباشير الأبيض، وراحت ترسم بسرعة صليبا كبيرا على ظهر كل من يقابلها مرتديا معطفا، وكان الأطفال يؤدون تلك الطقوس دون أن يدركوا لها معنى، إذ ذكروا الرمز ونسوا السبب، وربما كان ذلك تقليدا بقي من رواسب القرون الوسطى، حين كانت المنازل وربما الأشخاص أيضا، يعلمون بعلامة ليعرف الناس مواطن الطاعون، وربما كان سفاحو ذلك الزمن يعلمون الأشخاص الأبرياء كنوع من الفكاهة القاسية، ثم بقيت هذه العادة خلال القرون، ثم مسخت وأصبحت بدعة لا معنى لها، تمارس في أمسية عيد جميع القديسين.
وبدا يوم الانتخاب لفرانسي أعظم الإنجازات جميعا، وكان يوما يخص أهل الحي جميعا أكثر من أي يوم آخر، وفكرت فرانسي في أن الناس قد يدلون بأصواتهم في جهات أخرى من البلد أيضا، ولكن الأمر لم يكن من الممكن أن يسير على النحو الذي يسير عليه في بروكلين.
وأشار جوني لفرانسي إلى محل يبيع المحار في شارع سكولز، أنشئ في بيت ظل قائما منذ أكثر من مائة سنة، حين عمد الزعيم الكبير تاماني إلى الاختباء هناك مع رجاله الشجعان، ومحاراته المشوية شائعة في أنحاء الولاية جميعا، ولكن كان هناك شيء آخر جعل ذلك المكان مشهورا، فهو مكان الاجتماع السري لكبار ساسة دار البلدية، وزعماء الهنود الحمر يجتمعون هناك في وليمة سرية بحجرة طعام خاصة، ويقررون وهم يأكلون المحارات الغضة الناعمة من الذي سينتخب ومن الذي سيقصى.
وكانت فرانسي تمر بالمحل كثيرا، وتنظر إليه وهي مبهورة، ولم يكن له اسم على الباب، وقد خلت نوافذه إلا من وعاء يشتمل على السرخس، ونصف ستارة من القماش البني اللون، تنزلق من خلفها على قضبان نحاسية ، ورأت فرانسي مرة الباب وهو ينفتح ويدخل منه شخص، وألقت نظرة سريعة على حجرة منخفضة مضاءة بضوء خافت، ينبعث من مصابيح تغطيها ستائر حمراء، ويغشى جوها دخان السيجارة.
وانخرطت فرانسي مع أطفال الحي الآخرين في بعض مراسم الانتخاب، دون أن تدري لذلك معنى أو سببا، ووقفت في ليلة الانتخاب في الصف ويداها على كتفي الطفل الذي أمامها، وراح الناس يرقصون متمايلين في الطرقات ويغنون:
تاماني، تاماني؛
الزعيم الكبير يجلس في فسطاطه،
يحيي رجاله الشجعان الظافرين.
Shafi da ba'a sani ba