98

Watan Zuma

شهر العسل

Nau'ikan

فقال متقززا: ولكنك تبغضينني كالموت! - أنا؟! - أجل. - لا تظلمني. - اختلست مرة نظرة إلى المرآة ونحن في غمرة العناق، فرأيت الاشمئزاز مطبوعا على وجهك كالقطران! - أبدا .. أبدا. - عرضت عليك ذات يوم أن تقبلي الزواج مني ولكنك اعتذرت ... - كنت مخطوبة كما تعلم ... - أجل، والحق أني أكبرتك. - ليس إلا أني كنت مخطوبة ... - ولكنك قبلت أن تكوني خليلتي نظير مكافأة من المال تستعينين بها على إعداد نفسك للزواج ... - سيدي ... - لم تقاومي! ماذا يبغض لكم المقاومة؟ - لكنك سعدت بقراري على أي حال! - هذا حق؛ ولذلك فإني أحكم عليك بالإعدام.

وثبت الجميلة في استغاثة فزعة، ولكن الرصاصة عاجلتها فهوت على وجهها. أنزل قدمه من فوق الكرسي وتقدم ببطء وهو يتفحص الجثث، ومد بصره إلى الخادم العجوز وراء البار، فتراءى شاحب الوجه بلون الموت، قال له: أيها العجوز الطيب، ما رأيك فيما شهدت؟

لم يستطع الرجل أن ينبس بكلمة فقال: بدأت الخدمة في بيتي شابا، وها أنت تقف كالغصن الذابل الجاف في أرذل العمر ...

هز العجوز رأسه دون أن ينطق فقال: كم أسأت إليك، حتى العذاب ذقته أحيانا على يدي ... - سيدي ... - ولم يخطر لك مرة واحدة أن تهجر بيتي ... - رغم كل شيء كنت طيب القلب. - لا تكذب، كم تورطت معي فيما يليق وما لا يليق، كم شهدت هنا ألوانا من الدعارة السافرة! - أفضالك مع ذلك لا يمكن أن تنسى ... - ولا مرة واحدة فكرت أن تعاملني بما أستحق؟ - إني خادمك المطيع يا سيدي. - لذلك أحكم عليك بالإعدام ...

حاول العجوز أن يختفي وراء منصة البار، ولكن الرصاصة نفذت في رأسه. تنهد الرجل بعمق؛ تنهد بعمق حتى ملأ صوت تنهده البهو ... •••

شعر بالضوء يشع وراء جفنيه المغلقين ففتح عينيه، رأى الخادم العجوز واقفا والبهو متوهجا بالضوء، فنزع نفسه من جلسته المريحة وهو يقول: جاء المدعوون؟

فقال العجوز: جاءت الممرضة ...

ذهب الخادم. دخلت الممرضة مشرقة الوجه، تبادلا ابتسامة عريضة. خلع جاكتته وحسر كم القميص وهي تعد الحقنة، قالت: عام سعيد.

فقال وهو يسلمها ذراعه: إني أدعوك للحفل الصغير.

فقالت وهي تمسح بقطنة مبللة بالكحول موضع الغز: أود ذلك، ولكني على موعد مع خطيبي. - إني أدعوه معك، أرجو أن تبلغيه ذلك ... - سيسره أن يلبي دعوتك؛ فهو لا ينسى مساعدتك في نقله إلى القاهرة، ولكنه ليس على ما يرام. - مريض؟ - كلا .. ولكن حالته النفسية ليست على ما يرام. - تلك أعراض تمر، متى تتزوجان؟ - قريبا على أي حال. - سأفتقدك كثيرا.

Shafi da ba'a sani ba