صرخت الفتاة بجنون وهي تترنح. وثب الشاب إليها فتلقاها بين ذراعيه. تفحص الكتلة المطروحة بذهول، انحنى فوقها حتى رأى الوجه، ثم هتف: أم عبد الله!
أجلس الفتاة على مقعد ورجع يفحص المرأة ويجسها، ثم تمتم بذهول: جثة هامدة!
واقتحم الحجرة الرجل الغليظ وجوقته وهو يقول بنبرة انتقاد: ألا تكفان عن الضوضاء؟
وتابع عينيهما ببصره حتى استقر على الجثة المنكفئة فتساءل: ما هذا؟
ولما لم يسمع جوابا صاح بغضب مخاطبا الشاب: أجب!
فقال الشاب بغضب كظيم: إنها جثة ... - جثة؟ - نعم. - أهي شقة أم مقبرة؟ - كانت شقة فأصبحت مقبرة ... - أين وجدتها؟ - في الفريجدير.
فقال المصارع الآخر ببلاهة: إنهما يتغذيان على لحوم البشر.
فقال الشاب بحدة: لقد قتلت ثم دفنت في الفريجدير.
فسأله الرجل الغليظ وعيناه تلتمعان بالسكر: وماذا حملك على قتلها؟ - لقد قتلت من قبل وصولنا إلى شقتنا. - فمن الذي قتلها في رأيك؟ - دعني أسألك أنت؛ فقد كنت قابعا هنا من قبل أن نحضر.
فالتفت الرجل إلى أفراد جوقته وسألهم: ما رأيكم في مكابرة هذا الرجل؟
Shafi da ba'a sani ba