ثم بلهجة تحررت كثيرا من الخوف والحرج: لا شك أنك في شوق لرؤية زينب والأسرة ومصطفى، فلنتعش الليلة في البيت.
16
وليمة العشاء حفلت بالأطعمة، والأشربة، والذكريات. واغرورقت عينا زينب وهي ترحب به، وشدت على يده طويلا، على حين عانقه مصطفى المنياوي عناقا حارا. أما عليات فكان يراها لأول مرة. وجلست بثينة إلى جانبه على المائدة، وأعلن بدهشة أنها صورة من شباب أمها. ولما قدمت فواتح الشهية، قال: لن أبالغ في صنف لأذوق جميع الأصناف.
والتفت نحو بثينة، قائلا: قالوا لك إني صديق قديم، وهذا بعض الحقيقة لا الحقيقة كلها، أنا صديق قديم خارج من السجن.
واعتبرتها بثينة نكتة فابتسمت، فقال: صدقيني؛ فأنا صديق قديم، وسجين قديم.
وعند ذاك قالت زينب: إذن يجب أن تعلم أنك بطل سياسي، لا مجرد سجين.
ورمقته بثينة باهتمام مشوب بدهشة، فقال: بطل أو مجرم، هي من أسماء الأضداد.
وقال لها عمر: عثمان صديق قديم، وهو زميلي في المكتب الآن، وله قصة طويلة سأقصها عليك فيما بعد، ولكنك تعرفين شيئا ولا شك عن المسجونين السياسيين.
فسألت بثينة عثمان: أسجنك الملك؟
فقال، والسفرجي يضع في طبقه شريحة من الديك وكمية من البازلاء: بل المجتمع كله. - وماذا فعلت؟
Shafi da ba'a sani ba