328

Tarkuna Daga Littafan Da Suka Bata a Tarihi

شذرات من كتب مفقودة في التاريخ

Mai Buga Littafi

دار الغرب الإسلامي-بيروت

Inda aka buga

لبنان ص.ب

- ٤ - (١)
وحدثني الوزير فخر الدولة قال: كان لبعض الأكراد المتوجهين فرس أعطي به ألف دينار، وجعلها ابن مروان ألف دينار وضيعة، فلم يبعه ولا طابت نفسه بمفارقته، وركب يومًا ابن مروان إلى الصيد فقيل له: أيها الأمير نفق البارحة الفرس الفلاني، فاغتم به وحزن عليه وأحضر صاحبه إليه وعزاه به لعظيم ما كان عنده منه، فوجده لا يقبل العزاء وعنده من الأسف على المال لا على الفرس ما غاظه، فقال له: يا هذا مالك؟ وما فرس حتى يلحقك هذا الأمر العظيم عليه، ولعل الله تعالى قد دفع عنك ما هو أعظم من ذهاب ثمنه منك، فقال: أهي فرس أيها الأمير؟ هي ألف دينار، فقال له: تأخذ ألف دينار وتجعل ثواب الفرس لي؟ فقال: نعم، فتقدم بإطلاقها له، وحضرني وتقدمت بتسليمها إليه، وانصرف بها فلم يصبح ألا أعمى يتلمس الحيطان، وجاءنا الخبر فعجب الأمير والناس أجمعون مما جرى في ذاك، ووقع للأمير أن الله تعالى قد دفع عنه بالألف دينار ما نزل بمن اخذها، وسر بذلك.
- ٥ - (٢)
وحدثني الوزير فخر الدولة أبو نصر ابن جهير قال حدثني نصر الدولة أبو نصر ابن مروان صاحب ديار بكر عند خدمتي له، وقد جرى حديث أبي القاسم ابن المغربي قال: لما خدمني عند مجيئه من مصر وما جرى له مع الحاكم، جاءني يومًا ومعه سدس كاغد، فقال لي: قد أثبت في هذا السدس أسماء أصحابك الذين قد أخذوا أموالك وأخلوا خزانتك من مال يعد فيها لحاجة أو شدة ما قيمته ثلاثمائة وسبعون ألف دينار، شك الوزير في ذلك، وقال: إذا أخذت هذا القدر منهم لم تجحف بأموالهم، وكان كل منهم مرتبًا في خدمته ومركزه وولايته، وتكون قد تقضيت من أموالك التي احتجنوها ما جعلته لك خزانة وعدة، فقلت له: يا هذا إنما نصبتك وزيرًا لتعطيني وتعطي أصحابي بعمارة بلادي وتوفير أموالي، فأما مصادرة

(١) بغية الطلب ٢: ٦٣.
(٢) بغية الطلب: ٢: ٦٣.

2 / 332