كان شيخا فاضلا خاشعا متواضعا بذولا كريما لا يخلو بقعتة ابدا من فقير مسافر او مجاور كان ينفق عليهم بطيب النفس ويؤثرهم على نفسه وكان ممن يفشي السلام ويطعم الطعام ويصل الأرحام ويصلى بالليل والناس نيام. وعظ الناس خمسين سنة فى الرباط العالى (ورق 49) للشيخ الكبير وفى الجامع السنقرى وغيرهما وكان له لسان مبارك ونفس متبرك من اخذه اخذ بحظ وافر، واول ما كنت اشرع «4» فى التذكير كتب لى مجلسا بخطه الشريف فحفظته واديته كما سمعته و واصلتنى ميامن لحظه ولفظه ومما كتب لي:
تشاغل قوم بدنياهم ... وقوم تخلوا بمولاهم
اذا زين الناس اسواقهم ... فسوق المريدين مرضاهم
بضاعتهم صومهم بالنهار ... وطول القيام لعقباهم
فألزمهم باب مرضاته ... وعن سائر الخلق اغناهم
فقال الخليل لهم مرحبا ... هنيئا لهم قرب مولاهم
توفى في سنة خمس وخمسين وسبعمائة ودفن خلف قبر والده رحمة الله عليهم.
37 - الشيخ عضد الدين عبد الكريم بن مسعود «1»
اخوه الصالح كان شيخا فاضلا عالما بالتواريخ جدا تاركا للتكلف والزينة رحيما بالخلائق يذكر الناس فى البقعة الكبيرية وغيرها ويطعم الطعام على حبه لا يبخل به على احد يمد سماط الأطعام والأنعام فينال منه الأنس والجن والبهائم والأنعام، (ورق 49 ب) توفي فى سنة تسع وستين وسبعمائة رحمة الله عليهم «2» ودفن عند والده واخيه، ومما علق بحفظى من خطه:
ذهب العمر ولم احظ بكم ... وتقضى في تمنيكم زمانى
يا خليلى احفظا العهد الذى ... كنتما قبل النوى عاهدتمانى
Shafi 91