ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ، قال انا قد سألنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ذلك فقال ارواحهم في اجواف «3» طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوى الي تلك القناديل فاطلع اليهم «4» ربهم اطلاعة وقال هل تشتهون شيئا قالوا اى شئ نشتهى ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا انهم لن يتركوا من «5» ان يسألوا «6» قالوا يا رب نريد أن ترد ارواحنا فى اجسادنا حتى نقتل (ورق 8 ب) في سبيلك مرة اخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا. وروى سعيد بن المسيب عن سلمان رضي الله عنه قال ارواح المؤمنين تذهب في برزخ من الأرض حيث شاءت بين السماء والأرض حتى يردها الى اجسادها، وقيل اذا ورد على الأرواح ميت من الأحياء التقوا وتحدثوا وتساءلوا ووكل الله تعالى بها ملائكة تعرض عليها اعمال الأحياء حتى اذا عرض على الأموات ما يعاقب به الأحياء في الدنيا من اجل الذنوب* كان عذر الله ظاهرا عند الأموات «1» فانه لا احد احب اليه العذر من الله عز وجل. وقد ورد الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس على الله عز وجل وتعرض علي الأنبياء والآباء والامهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم ويزداد وجوههم بياضا واشراقا فاتقوا الله (ورق 9) ولا تؤذو اموتاكم، وفى خبر آخر ان اعمالكم تعرض على عشائركم واقاربكم من الموتى فان كان حسنا استبشروا وان كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتي تهديهم كما هديتنا «2»، وروى الحافظ اسمعيل في كتاب الحجة عن عثمان بن عبد الله بن اوس قال قال سعيد بن جبير كيف صنيعك الى بنت اخيك اما انك لا تصنع اليها شيئا الا بلغ اباها ذلك، قلت لسعيد ويبلغ الأموات* ما يصنع الأحياء قال نعم ان رأوا خيرا سروا به وان يروا شرا سئ بهم حتى انهم ليتساءلون وفي رواية قلت وهل يأتي الأموات «3» اخبار الأحياء قال نعم ما من احد له حميم الا يأتيه اخبار اقاربه فان كان خيرا سر به وفرح وهنئ به وان كان شرا ابتأس وحزن حتى انهم ليسألون عن الرجل قد مات فيقال الم يأتكم فيقولون لقد خولف به «4» الي امه الهاوية، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال اذا مات الرجل فان تعلم احد من ولده القرآن بشر بذلك وان كان عقبه عقب سوء اتى الدار غدوة وعشية فبكى عليه حتى ينفخ في الصور او كما قال «5»، وعن سعيد بن جبير رحمة الله عليه (ورق 9 ب) اذا مات الرجل استقبله ولده كما يستقبل الغائب. وعن مجاهد رحمة الله عليه ان الرجل ليبشر في قبره بصلاح ولده وتقر بذلك عينه. ومذهب اهل الحق وهم اهل السنة والجماعة ان ارواح الموتى ترجع في بعض الأوقات من عليين او سجين الى اجسادهم في قبورهم فيشترك الروح والجسد في النعيم او العذاب قيل يجلسون ويتحدثون واكثر ذلك في ليالى الجمعة وايامها وقيل انهم لا يعذبون في ليلة الجمعة ويومها وذلك لفضل الجمعة وان الموحد كان يعتقد وجوبها «1» وفضلها وان المؤمن لا يكون عذابه مؤبدا.
Shafi 12