278

روى ان الشيخ شمس الدين عمر التركي «5» اتاه فى مرضه فلما رآه الفقيه ان فقال الشيخ يا فقيه انك دعوت الخلق الى الله سنين وتأسيت بسنن سيد المرسلين فما هذا «6» التأوه والأنين فقال لى ثلاثة افكار حملتني على ذلك افكر فى كتبى كيف تفرق وفى زوجتى ما تصير حالها وفى اولادى كيف يعيشون، فقال الشيخ اما الكتب وان تداولتها الأيدى فستقع لا محالة في يد عالم ينتفع بها واما الزوجة (ورق 153 ب) فانها كانت مركبا لك فى حياتك ويركب الله عليها من يشاء واما الأولاد فأن كانوا انقياء فينصرهم الله تعالى والا فلا هنأهم الله «1»، فقال الفقيه خلصتنى خلصك الله فقال هل بقى شي ء من الفكر قال لا قال فتوجه الى الله وانتظر رسل ربك فقال الآن امضى بقلب فارغ ثم تشهد وقبض روحه فى شعبان سنة اربع وستمائة «2» ودفن فى رباطه بقرب المصلى رحمة الله عليهم.

258 - الشيخ محمد بن على بن محمد بن على «3»

خلفه الصدق حصل العلوم ووعظ الناس سنين وسافر «4» العراق والحجاز مرارا كثيرة وكان بكاء قال الفقيه حسين «5» ما رئى باك «6» مثله فى عهده وكانت له خلوات مقدسة، ولما دنا اجله جلس فى الخلوة لأربعين موسى عليه السلام فقال فى آخر اربعينه الهى ارجوان تفطر صومى بلقياك وتخرجنى من وحشة الدنيا الى انس العقبى فاستجاب الله تعالى دعاءه وتوفى في آخر يوم عرفة والجمعة من سنة ست عشرة وستمائة ودفن بجنب والده رحمة الله عليهم .

Shafi 376