ملك امور شيراز من قبل «2» السلاطين بأردوية «3» مدة سنين فعدل بين الناس واخذ على ايدى الظلمة واسس قواعد الخير «4» ورحم الضعفاء (ورق 144 ب) والمساكين يسمع بنفسه ويحكم بلا مداهنة وكان يحيى نصف الليالى بالتلاوة والنوافل فاذا صلى الصبح اشتغل بالأذكار والدعوات فاذا طلعت الشمس اذن بفتح الباب ودخول الناس عليه، وروى ان القاضى ناصر الدين البيضاوى «5» قصده يوما لبعض اشغاله حين تقلده لأعماله فأرادان يلقاه بخلوة فصلى الصبح فى اول الوقت ثم ركب الى بابه واستأذن عليه «6» فقيل له اجلس فجلس وانتظر حتى طلعت الشمس فأذن له فلما دخل اكرمه وحياه ثم قال يا مولانا صليت الصبح قال نعم وكيف لا اصلى فقال يا مولانا اذا صليت فاتبعها بأذكار ودعوات وفرغ قلبك اول النهار من افكار المخلوق «7» واشتغل بالخالق «8» حتى اذا قضيت ما وجب عليك من عبادة الخالق توصل الى الأسباب بأذنه وامره والا فاذا شوشت وقتك وفوت عليك بعض اورادك ثم اتيت باب مخلوق مثلك لا جرم لم يفتح عليك ولم يؤذن لك «1»، قال القاضى فعلمت ان ذاك الكلام من الحق (ورق 145)، وروى ان فرسا له عتيقا ثمينا «2» اخذته علة فجاءه السائس واخبره عن ذاك فحل تكته ثم اخرجها عن حجزته «3» وقال اللهم ان كنت تعلم انى قد شددتها على رضاك فلم افتحها الا فيما احللت هب لهذا الفرس شفاء ثم قال اذهب واربطها عليه فلما ربطها عليه شفى باذن الله تعالى وتلك التكة باقية فى اولاده يستشفون بها للمراكب فيجدون اثرها سريعا، وقصة غناه وتموله بلا كلفة تعب من الغرائب التى يقضى منها العجب، وله حكايات في السخاء «4» تغبر فى وجوه البرامكة، توفى فى سنة ...

وستمائة «5» ورثاه الشيخ صدر الدين ابو المعالى «6» بقصيدة منها:

Shafi 343