أتته المنايا بين درع حصينةٍ ... وأسمر خطيٍ وجرداء ضامر
على كل جرداء السراة وسابح ... لهن بشباك الحديد زوافر
عوابس تغدو الثعلبية ضمرًا ... وهن شواحٍ بالشكيم الشواجر
فلا يبعدنك الله توبة إنما ... لقاك المنايا دارعًا مثل حاسر
فإن تكن القتلى بواءً فإنكم ... ستلقون يومًا ورده غير صادر
وإن تكن القتلى بواءً فإنكم ... فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر
فتى لا تخطاه الرقاق ولا يرى ... لقدر عيالًا دون جار مجاور
ولا تأخذ الكوم الجلاد رماحها ... لتوبة عن ضيف سرى في الصنابر
إذا ما رأته قائمًا بسلاحه ... اتقته الخفاف بالثقال البهازر
إذا لم يجد منها برسل فقصره ... ذرى المرهفات والقلاص النواجر
قرى سيفه منها مشاشًا وضيفه ... سنام البهاريس السباط المشافر
وتوبة أحيى من فتاة حييةٍ ... وأجرأُ من ليث بخفان خادر
ونعم فتى الدنيا لئن كان فاجرًا ... وفوق الفتى إن كان ليس بفاجر
فتى ينهل الحاجات ثم يعلها ... فتطلعه عنها ثنايا المصادر
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ ... قلائص يفحصن الحصا بالكراكر
ولم يثن أبرادًا عتاقًا لفتيةٍ ... كرامٍ ويرحل قبل فيء الهواجر
ولم ينجل الضيفان عنه وبطنه ... لطيف كطي السب ليس بحاذر
فتى كان للمولى سناء ورفعة ... وللطارق الساري قرى جد حاضر