في مجلس أما الوزير فمنكب
فيه يؤيدني وأنت الساعد
ولى فما أنا شاكر لسؤاله
يوما ولا هو بالإجابة حامد
وهنا نظر ابن الفرات إلى أبي الطيب وقال: هذا شاعر هجاء سليط اللسان، فخذ حذرك منه يا ابن الحسين. - إنه أقل من أن ألقي إليه أذنا، أو أرفع له قدرا بالرد عليه، ولقد قلت فيمن هم أقدر منه وأشعر:
أرى المتشاعرين غروا بذمي
ومن ذا يحمد الداء العضالا؟
ومن يك ذا فم مر مريض
يجد مرا به الماء الزلالا
ثم وقف مغضبا، وانصرف مع ابن أبي الجوع، وقد عرف أن سخط الناس عليه وبغضاءهم له لا يفارقان ظله أينما سار، ولو أنصف نفسه لعلم أن نفسه هي مثار السخط، ومصدر هذه البغضاء، وود أن يرحل عن مصر، ولكن ماذا يعمل لهذا الأمل الطائر الذي لا يستقر في وكن، وذاك الخيال السابح الذي لا ينال بالأكف؟ ليصبر إذا، وليتحمل في سبيل غايته كيد الكائدين ودس الحاسدين، ووصل في هذا اليوم إلى داره وهو ينفخ من الغضب، ويزمجر زمجرة الليث، وينشد:
Shafi da ba'a sani ba