رحلوا وأخفى وجده فأذاعه
ماء الشئون مصرحا ومجمجما
سايرتهم والليل غفل ثوبه
حتى تراءى للنواظر معلما
فوقفت ثم محيرا وتسلبت
مني يد الإصباح تلك الأنجما
ثم صاح المعتمد: هلم أيها الفواتن إلى البركة، واكشفن عن سوقكن. فوثبت اعتماد وجواريها إلى البركة حافيات جذلات يقهقهن ويغنين غناء القرويات، ويثرن طين المسك بأيديهن يمينا وشمالا، وتزلج رجل إحداهن في الطين فيزداد الضحك والصياح، وبينما هن كذلك، أقبل الخادم سيف يقول: يا مولاي، إن ابن عمار يطلب المقابلة، فقال المعتمد دهشا: ابن عمار؟! ولم جاء من مرسية؟! ثم أسرع إليه، فدل مظهر ابن عمار على سوء خبره؛ فقال الأمير: ماذا جرى أبا بكر؟؟ - ذهب الجيش يا مولاي إلى مرسية، ولكننا رأينا قوتنا دون قوة ابن ذي النون، فجمعنا عشرة آلاف من الذهب نستأجر بها مددا من ريموند فجاء بجيشه، ولكن ريموند فر حينما رأى عظم جيش ابن ذي النون، فيئسنا ، وهجم جيشنا وحده، فهزم ولاذ جنودنا بالفرار، وقد عدت إليك يا مولاي واجفا لما أصابنا من الفشل.
فامتقع ابن عباد وقال: لا عليك أبا بكر، سنعد له جيشا يلتهمه ويلتهم طليطلة معه. أتظن أن جاسوسا أخبر ابن ذي النون بوثوبك على مرسية؟ - لا يا مولاي، فقد كان الأمر سرا مكتوما. - لا تيأس أبا بكر، فلن يفلت ابن ذي النون منا.
وحينما خرج ابن عمار رأى الهوزني عند باب القصر، فقال: هزمنا يا أبا القاسم.
فقال: إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس. اذهب إلى دارك أبا بكر، وكن كما تقول في شعرك:
Shafi da ba'a sani ba