79

Shacir Andalusi

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

Nau'ikan

وجاهد المسكين أن ينهض وهو يرتعد، فثنى قدما ووقف بقدم، إنه لا يقوى على القيام، فربت كتفيه مرة أخرى ودعوت بالطبيب.

ونظر إليه الشيخ داريون ففتح فمه الأدرد، وهز بصلة رأسه ذات اليمين وذات اليسار، وراح يقول: لا أمل!

ولا أدري بم أجاب، فالمسكين يموت، ولعله جذر من الجذور السامة أكله في العلف بين الحشيش.

وعند الظهيرة قضى بلاتيرو، وانتفخ بطنه القطني كأنه كرة، وامتدت قوائمه متخشبة، وتساقط شعره كما يتساقط شعر العرائس الباليات، وأتلفت في الحظيرة الصامتة، فلا أرى إلا فراشة مثلثة الألوان تمر بالشعاع النافذ من الثقب، فتبدو كلما مرت به كأنها شرارة من اللهيب.

إلى بلاتيرو

بلاتيرو العزيز، حماري الصغير المحبوب، الذي حمل روحي - ليس إلا روحي - بين تلك الدروب من شجيرات الصبار والتين والعلند والياسمين.

إليك يا بلاتيرو، هذا الكتاب، منك ولك، وأنت قادر على فهمه الآن في ظلال النعيم. حيث تقيم روح الأرض الخضراء - أرض مقرة - التي لا بد لها من روح صاعد في جوار عليين، وعلى متنه من الورق ترتفع سريرتي، وتمعن يوما بعد يوم في عالم الصفاء.

نعم إنني لأعلم كلما درجت في المساء على مهل بين شجر البرتقال إلى الصنوبرة التي تسهر على مرقدك الأخير، إنك في غبطة المروج الأبدية تلمحني من وراء تلك الزنابق البيض التي نبتت من فؤادك، كلما وقفت لديها أحييك.

إلى بلاتيرو في ثراه

إلى جانبك - لحظة - أقبل يا بلاتيرو لأسكن إليك، لم أعش، ولم يحدث شيء. كل ما هنالك أنك حي وأنني معك.

Shafi da ba'a sani ba