Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel

Omar Al-Moqbel d. Unknown
101

Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel

مواعظ الصحابة لعمر المقبل

Mai Buga Littafi

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٥ هـ

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

فتأمَّل كيف لم ينف عنهم الوقوع في الفواحش، فضلًا عن غيرها من الذنوب؛ وإنَّما نفى عنهم الإصرار؛ لأَّن لسع الذنب مستمرُّ على القلب، فلا يرتاح إلا إذا أقلع وأناب. وإنَّ من الأمثلة المدهشة في هذا المعنى: قصة المرأة الغامديَّة التي زنت، وأصرَّت على إقامة الحدِّ، مع أنَّ لها ولدًا من الزنى، إلا أنَّ حرارة الذنب استمرَّت معها قرابة ثلاث سنواتٍ، وهي تتردَّد على النبيِّ ﷺ من أجل الرغبة في التطهير، مع أنَّها لو استترت بستر الله، وتابت فيما بينها وبين الله لم يطالبها أحدٌ .. لكنَّه القلب الحيُّ، الذي استعظم ذنبه وخطيئته، فلم يرض إلا بتطهيرٍ يريح ضميره الذي ما زال يؤنِّبه، فأقيم عليها الحدُّ، فشهد لها النبيُّ ﷺ أنَّها (تابت توبةً لو تابها صاحب مكسٍ، لغفر له)، بل قال -كما في الرواية الأخرى لمَّا استغرب الفاروق ﵁ صلاة النبيِّ ﷺ عليها: (لقد تابت توبةً لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة، لوسعتهم؛ وهل وجدتَّ توبةً أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى؟) (١). لقد كان السلف كثيري التذكير بهذا المعنى؛ لعلمهم بأنَّ الإنسان إذا تساهل بالصغيرة، فلا يبعد أن يتساهل بما هو أعظم، استنادًا إلى جملةٍ من الأحاديث الواردة في هذا الباب. ويشبه قول ابن مسعودٍ هذا قول أنسٍ ﵁: «إنَّكم لتعملون أعمالًا هي أدقُّ في أعينكم من الشَّعر، إن كنَّا لنعدُّها على عهد النبيِّ ﷺ من الموبقات»، قال البخاريُّ: (يعني بذلك: المهلكات)» (٢). وقد بوَّب البخاريُّ على هذا الأثر بقوله: «باب ما يتَّقى من محقَّرات الذُّنوب»؛ يشير بذلك إلى ما رُوي من الأحاديث المرفوعة في

(١) مسلم ح (١٦٩٥، ١٦٩٦). (٢) البخاري ح (٦٤٩٢).

1 / 106