Series of Stories - Al-Munjid

Muhammad Salih Al-Munajjid d. Unknown
106

Series of Stories - Al-Munjid

سلسلة القصص - المنجد

Nau'ikan

فضل سهيلة بنت مسعود وموقفها من قصة الطعام وذهب جابر إلى امرأته يقول: ويحك! جاء رسول الله ﷺ بالمهاجرين والأنصار. المرأة لعلها أولًا قالت: بك وبك، ثم استدركت فقالت: هل سألك عن الطعام؟ قال: نعم، وفي رواية قال جابر: فلقيت من الحياء ما لا يعلمه إلا الله ﷿، أي: من هذا العدد الكبير من الناس وليس عندي ما أطعمهم، وقلت: جاء الخلق على صاع من شعير وعناق، فدخلت على امرأتي أقول: افتضحت! جاءك رسول الله ﷺ بالخندق أجمعين فقالت: هل كان سألك عن طعامك؟ فقلت: نعم. فقالت: الله ورسوله أعلم. فكشف عني غمًا شديدًا كلامُ المرأة. ظنت أنه لم يعلمه فخاصمته، وقالت: بك وبك، فلما أعلمها سكن ما عندها، ثم تحولت القضية إلى إيمان فقالت: الله ورسوله أعلم، وهذا يدل على وفور عقلها، وكمال فهمها ﵂، هذه سهيلة بنت مسعود الأنصاري نسأل الله أن يحشرنا معها. هذه المرأة وقع لها قصة أخرى مع جابر، أي قصة التمر، وهي أن جابرًا أوصاها لما زاره رسول الله ﷺ أن لا تكلمه (كان على جابر دين عظيم تركه أبوه، وزاره النبي ﵊ لحل مشكلة هذا الدين، وقد أوصى جابر زوجته أن إذا جاءنا النبي ﵊ فلا تكلميه ولا تتحدثي معه، فلما أراد رسول الله ﷺ الانصراف نادته المرأة: يا رسول الله! صل علي وعلى زوجي -أي: ادع لي ولزوجي- قال: صلى الله عليك وعلى زوجك، فعاتبها جابر لأنه قال لها لا تتكلمي فتكلمت، فقالت له: أكنت تظن أن الله يورد رسوله بيتي ثم يخرج ولا أسأله الدعاء) أخرجه الإمام أحمد بإسناد حسن. المهم أن جابرًا رجع إليه فبين له، فأتاه فقال: يا رسول الله! إنما هي عناق وصاع شعير قال: (فارجع فلا تحركن شيئًا من التنور ولا من القدر حتى آتيها، واستعر صحافًا) كما في رواية. ولما جاء النبي ﷺ والصحابة معه أمرهم بالدخول وقال: (ولا تضاغطوا) يعني لا تزدحموا وادخلوا برفق، ثم أخرج العجين، وتفل فيه ﷺ، ودعا بالبركة، ثم إلى البرمة كذلك ودعا بالبركة وجعل يخمر البرمة أي: يغطيها، ثم ينزع اللحم من البرمة، وأمر الخابزة أن تأتي لتخبز، وأمر بالغرف، وأقعدهم عشرةً عشرةً، فأكلوا عشرة عشرة. قال جابر: وبقيت بقية فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وفي رواية: فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعون، ويعود التنور والقدر أملأ مما كانا أي: أكثر امتلاءٍ مما كانت قبل أن يأكل منها ألف رجل، وقال ﵊ في ختام القصة للمرأة: كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة، قالت: فلم نزل نأكل ونهدي يومنا أجمع.

5 / 7