Secularism: Its Rise and Development
العلمانية - نشأتها وتطورها
Mai Buga Littafi
دار الهجرة
Nau'ikan
السديدة التي كان أُستاذي الفاضل يزودني بها باستمرار، فاطلعت على أمهات النظريات والاتجاهات في السياسة والاقتصاد والعلم والاجتماع والأدب والفن، وكنت كلما ازددت إيغالًا في الاطلاع ازدادت ثقتي، وقوي عزمي على إكمال الطريق، ومع أن المراجع المذكورة آخر الرسالة لا تساوي إلا جزءًا مما قرأت، فإنني لا أشعر بشيء من الخسارة، بل أحمد الله تعالى الذي أراني الفكر الجاهلي الأوروبي على حقيقته .. والحق أنني علمت علم اليقين أن هذا الفكر ليس باطلًا فحسب، بل هو أيضًا تافه هزيل، وتمنيت من أعماقي أن يهب الله كل شباب أمتي ما وهب لي من معرفة تفاهته وهزاله.
المباحث التي اشتملت عليها الرسالة:
ثم ابتدأت الكتابة مقسمًا الموضوع خمسة أبواب:
- الباب الأول: موضوعه دين أوروبا الذي انحرفت عنه إلى اللادينية، أثبت فيه تحريف الدين النصراني، وأنه لا يمثل دين الله الحق، لا في العقيدة ولا في الشريعة، وتعرضت بالنقد للتحريفات والبدع والخرافات النصرانية، ورغم اتفاقي مع دعاة اللادينية في نقد النصرانية، فقد كنت مخالفًا لهم في منهجهم، وفي بعض الأحيان أعرض وجهة نظرهم وأنقدها.
وسيلحظ القارئ في هذا الباب الإفاضة وعدم التساهل، وما ذاك إلا نتيجة اقتناعي بأن السبب الأكبر في انحراف أوروبا من صنع الكنيسة، وأن الإسلام يحارب الخرافة كما يحارب الإلحاد.
- الباب الثاني: موضوعه أسباب العلمانية.
مع أن تحريف النصرانية في الحقيقة هو السبب الممهد للعلمانية، فقد خصصت هذا الباب للأسباب المباشرة لها، وهي:
١ - الطغيان الكنسي: دينيًا وسياسيًا وماليًا، مؤيدًا بالشواهد التاريخية.
1 / 12