Secularism: Its Rise and Development
العلمانية - نشأتها وتطورها
Mai Buga Littafi
دار الهجرة
Nau'ikan
العشرين الدارويني الملحد دوليان هكسلي الذي ألف كتاب (الإنسان في العالم الحديث)، زاعمًا أن الإنسان اختلق فكرة الله إبان عصور عجزه وجهله، أما الآن فقد تعلم وسيطر على الطبيعة بنفسه ولم يعد بحاجة إليه، فهو العابد والمعبود في آن واحد.
وعبدته مرة عن طريق عبادة المادة ولا غرابة في أن يكون نبي هذه العبادة يهوديًا كذلك، وهى ديانة ماركس التي يدين بها اليوم مئات الملايين من البشر.
وعبدته مرة عن طريق عبادة (الجنس) وكان اليهودي فرويد هو بطل هذه العبادة.
وعبدته في صور شتى تتفق جميعها في الاستمداد من داروين ونظريته.
وهكذا نجد أن نظرية التطور أسهمت إسهامًا عظيمًا في هدم العقيدة الدينية وتحطيمها، وليس من المبالغة أن نقول: إن دورها في ذلك لا يوازيه أي نظرية بشرية أخرى.
ثانيًا: نفي فكرة الغاية والقصد:
من الحقائق التي تتطابق عليها الأديان وتتضافر على الإيمان بها العقول والفطر السليمة؛ أن للوجود الإنساني على الأرض غاية مقصودة أرادها الخالق واقتضتها حكمته النافذة، ومهما اختلفت الآراء والمذاهب في ماهية هذه الغاية وتصورها، فإن حقيقتها العامة لا تقبل الجدل.
وهذه الحقيقة درجت الأجيال البشرية المتعاقبة على الإيمان بها، ليس لأنها منبثقة عن فكرة الخلق المستقل -كما يتوهم دعاة التطور-
1 / 192