167

Secularism: Its Rise and Development

العلمانية - نشأتها وتطورها

Mai Buga Littafi

دار الهجرة

Nau'ikan

والإخاء" كلمات ما انفكت ترددها منذ ذلك الحين ببغاوات جاهلة، متجمهرة من كل مكان حول هذه الشعائر) (١) وصدق ذلك بعض الكتاب من أمثال وليم كار، في "أحجار على رقعة الشطرنج" وسيبريدوفيتش في "حكومة العالم الخفية" (٢). والواقع أنها دعوى مسرفة يعلم مقدار المبالغة فيها من له بصيرة بحركة سير التاريخ وسنة الله فيه. كان اليهود يعانون من المسيحيين أشد احتقار وازدراء، وكانوا بحكم الذلة التي ضربها الله عليهم، أمة مرذولة مستهجنة أينما حلت وسارت، منطوية على نفسها في مجتمع منعزل " الجيتو "، ولم ينعموا بالحياة الكريمة إلا في ظل الحكم الإسلامي. والمفارقة العجيبة أن هذ الشعب الحقير الممتهن يملك تراثًا عريقًا ينفث في نفسه الكبرياء الكاذبة، والأثرة البغيضة ويعده الوعود الخيالية، فالتلمود كتابهم الخطير يقول: "تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله، كما أن الابن جزء من والده "فهم شعب الله المختار، أما غيرهم فيقول عنه التلمود" الخارج عن دين اليهود حيوان فسمه كلبًا أو حمارًا أو خنزيرًا، والنطفة التي هو منها هي نطفة حيوان" (٣). وهكذا نجد اليهود يرون أنهم شعب الله المختار ولهم وحدهم خلقت خيرات الكون وكنوزه، وأن الله أوجب عليهم إبادة كل الأميين (غير اليهود) لأنهم كفار ووثنيون، والقضاء عليهم لا يتم إلا بالقضاء على أديانهم وتدمير أخلاقهم.

(١) البروتوكولات (١٠٣، ١١١). (٢) انظر: أحجار على رقعة الشطرنج: فصل الثورة الفرنسية. وحكومة العالم الخفية (٧٩). (٣) الكنز المرصود في قواعد التلمود (٦٠، ٦٨).

1 / 174