المشهد الخامس: الأنس بالله:
قال رسول الله ﷺ: "عمرة في رمضان تعدل حجة معي" (١)، ليست مجرد حجة، بل حجة مع النبي ﷺ، تستشعر وأنت تقوم بأداء العمرة في رمضان أنك مع النبي محمَّد ﷺ، حين تشعر أنك تحج مع النبي ﷺ تشعر بالأنس، وكثيرًا ما قلت: قال العلماء: إن في معاني الإيمان معالم على الطريق، من لم يرها فإنه لم يسر قط، لم يسلك الطريق.
أول معلم منها: الأنس بالله، من لم يشعر بالأنس فهذا لم يسرِ في الطريق؛ فإن أول معلم في الطريق الأنس بالله، هذا المعلم إذا أحسست به اطمأننت أنك تسير في الطريق، نسأل الله ﷿ أن يرزقنا الأنس به، وعلامة الأنس به الاستيحاش من الخلق، فلا تأتنس بالناس، فتحب الخلوة، والانفراد عن الناس؛ لتأنس بالله، وخصوصًا وأنت في بيته عنده سبحانه، جئت إليه فارًّا من الناس، مهاجرًا إليه، طالبًا للجوء الإيماني كي يؤويك، استشعر المعنى ثم اطلبه بإلحاح تجده.
المشهد السادس: تعظيم أمر رمضان:
رمضان شهر عظيم كريم، وفي حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "إن الله كتب أجره ورحمته وبركته للناس قبل أن يدخله" (٢)، الله كتب رحمته للناس في رمضان قبل دخول رمضان، وكتب إثمه وشقاءه وحرمانه قبل أن يدخله، يكتب الله من هو المرحوم ومن هو المحروم، فمن تعظيم أمر رمضان أن تتحرى مواطن الرحمة، فإذا ذهبت عند الكعبة اجتمع لك شرف
(١) متفق عليه، البخاري (١٧٦٤)، مسلم (١٢٥٦).
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ٣٧٤)، وصححه شعيب الأرنؤوط.