222

Secrets of the Lovers in Ramadan

أسرار المحبين في رمضان

Mai Buga Littafi

مكتبة التقوى ومكتبة شوق الآخرة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Nau'ikan

وكان ﷺ يُؤتى إليه بطعامه وشرابه إلى معتكفه، وكان ﷺ يحافظ على نظافته؛ إذ كان يُخرِج رأسَهُ إلى حجرة عائشة ﵂ لكي تُرَجِّل له شعرَه، فعنها ﵂: "أنها كانت تُرَجِّل النبيَّ ﷺ وهي حائض، وهو معتكفٌ في المسجد، وهي في حجرتها، يناولها رأسه" (١). وكان ﷺ لا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة؛ وذلك من أجل التركيز والانقطاع الكُليِّ لمناجاة الله ﷿، ففي الحديث عن عائشة ﵂ أنها قالت: "كان النبي ﷺ يمر بالمريض وهو معتكف فيمر كما هو ولا يُعَرِّج يسأل عنه" (٢)، وأيضًا عنها أنها قالت: "السُّنَّة في الاعتكاف أن لا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه، ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع". وكان أزواجه ﷺ يزرنه في معتكفه، وحدث أنه خرج يوصِّل إحداهن إلى منزلها وكان ذلك لضرورة، إذ كان الوقت ليلًا، فرأى ﷺ أن خروجه معها ﵂ لا بد في ذلك الليل، فخرج معها من معتكفه؛ ليوصلها إلى بيتها. وخلاصة القول: إن هديه ﷺ في اعتكافه كان يتسم باليسر، فقد كان جُلُّ وقته مُكثٌ في المسجد، وإقبالٌ على طاعة الله ﷿، وترقبٌ لليلة القدر. مقاصد الاعتكاف: (١) تحري ليلة القدر. (٢) الخَلوة بالله ﷿، والانقطاع عن الناس ما أمكن؛ حتى يتم أنسه بالله ﷿ وذكره.

(١) نفس الحديث السابق. (٢) أخرجه ابن ماجه (١٧٧٦)، وصححه الألباني (١٤٣٨) في "صحيح ابن ماجه".

1 / 238