فيه، ولأنه. يطرد النوم في رفع الصوت، ويزيد في نشاطه للقراءة، ويقلل من كسله، فمتى حضره شيءٌ من هذه النيات؛ فالجهر أفضل.
(٨) تحسين القراءة:
وترتيبها من غير تمطيط مفرط يغيِّر النظم؛ فذلك سُنَّة، وفي الحديث: "زيِّنوا القرآن بأصواتكم" (١)، وفي آخر: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" (٢)، فقيل: أراد به الاستغناء، وقيل: أراد به الترنم وترديد الألحان به، وهو أقرب عند أهل اللغة، واستمع ﷺ إلى قراءة أبي موسى فقال: "لقد أوتي هذا من مزامير آل داود" (٣)، وُيروى أن أصحاب الرسول ﷺ كانوا إذا اجتمعوا أمروا أحدهم أن يقرأ سورةً من القرآن.
وأما الآداب الباطنة:
(١) فهم عظمة الكلام:
فهم عظمة الكلام وعلوه والاعتراف بفضله ﷾ ولطفه بخلقه في نزوله عن عرش جلاله إلى درجة إفهام خلقه، فلينظر كيف لطفّ بخلقه في إيصال معاني كلامه إلى أفهام خلقه؟، وكيف تجلت لهم تلك الصفة في طيِّ حروفٍ وأصوات هي صفات البشر، إذ يعجز البشر عن الوصول إلى فهم صفات الله ﷿ إلا بوسيلة صفات نفسه، ولولا استتار كُنْهِ جلالة كلامه بكسوة الحروف لما ثبت لسماع الكلام عرشٌ ولا ثرى، ولتلاشى ما بينهما من عظمة سلطانه وسَبُحَات نوره، ولولا تثبيت الله ﷿ لموسى ﵇، لما أطاق سماع كلامه كما لم يطق الجبل مبادي تجليه حيث صار دَكًّا.